تأمّل في إثنين الآلام مع الخوري جان مارون الحلو يُخبِرُنا إنجيلُ اثنينِ الأسبوعِ العظيمِ في الطّقس المارونيِّ عن َحدَثَينِ أساسيّينِ مُترابِطَينِ. أوّلاً، التّينة، حيثُ يَقترِبُ يسوعُ منها ويرى أنها مُغّطاة بالكثيرِ منَ الأوراقِ، لكنّهُ لا يجدُ فيها ثمرًا، فيَلعنُها وتَيبَس. الَحدَثُ الثّاني، يسوع يَتحاوَرُ مع أعدائه، الفريسيّينَ وشيوخ ِالشّعبِ، حيثُ يسألونه أسئلةً، ويسوع يُسكّتُهم. "لمْ يُجيبوه بِكلمة". لا شيء. فما هو المقصودُ من هذا السّرد؟
التّينة تُعتَبَر رمزًا واضحًا في الكتاب المقدّس لأرض ِإسرائيلَ والعهدِ القديمِ. يرى يسوعُ في التّينة الكثيرَ منَ الأوراقِ، الكثيرَ منَ الأحاديثِ عنِ الله، الكثيرِ منَ التّفسيراتِ والشّروح، اجتهاداتٍ ومعلّمينَ وكهَنةً وشارِحينَ، ولكنّ الناسَ بعيدون عنِ الله، لا علاقةً حيّة ً لهم معَ اللهِ الحيِّ. هناك الكثيرُ منَ الكلامِ ولكنْ لا حياة. يُكِمل الربُّ ويسكّتُ أعداءه (ليس لديه أعداءٌ سوى اّلذينَ يُريدون صلبَه)، مّما يعني أنّ اّلذين يُمثّلونَ العهد َالقديمَ لم يبقَ لديهِم شيءٌ يقولونه بعدَ الآنَ، وهم أيضًا، مِثل التّينة، يعانون من عُقْمٍ. في الوقتِ الحاليِّ، سَواءٌ في لبنانَ أو في أنحاءِ العالمِ، نشْهد هذا الواقعَ القائمَ، الكثيرُ منَ الكلامِ دونَ حياةٍ فِعليّةٍ، دونَ ثمَرٍ، بَل عُقم. جميعُ أزَماتِ العالَمِ تُحاطُ بالعديدِ منَ الدّراساتِ والأوراقِ الّتي تُحلَّل وتُدْرَس، ورُغم أنّنا عند قراءتِها نجِدها مَنطِقّيةً، إلّا أنّني كإنسانٍ، ما الفائدة الّتي حققّتُها؟ ماذا أعطتْني؟ لا شيء! ما الّذي أضافتْه لِحياتي من نكهةٍ أو قيمةٍ؟ ما الّذي يُمكن أنْ يساعدَني على مواجهةِ صُعوباتِ الحياة ِوكلِّ ما فيها منْ فراغ ولا معنى؟ لا شيء. "باطل بني آدم" (مزمور 62: 10). لا أحد يستطيع أن يعطيني شيئًا أنا الإنسان. لا أحد يمكنه أن يُشبِعَ جوعي وعطشي... إلا المسيح وحده. الدّعوة ُمُوَجَّهة ٌلنا في هذا الأسبوع ِ لنتعرّف على يسوع بشكلٍ حقيقيٍّ، لنفتحَ قلوبَنا له، ونَسيرَ معه في هذه المَسيرةِ، حتّى نعرفَه، "لكي تكونَ لنا حياة" (يوحنا 10: 10). هذه صلاتي معكم اليوم، فَلْيُحْدِثِ الرّب فَرْقًا في حياتِنا، حتى لا ننْبَهِرَ بالمظاهرِ، ولا بِما نراه أو نقرأه، بل نسعى لمعرفَتِه بشكلٍ حقيقيّ، وُندْهَش بمحبتّه وسلامِه وخلاصِه. آمين. إضغط هنا للاستماع الى التأمّل في صيغته الأصليّة. |
أكاديميّة الإنجيلتعمل أكاديميّة الإنجيل على تعميق المعرفة وتعزيز الوعي لمواضيع مرتبطة بعيش الإنجيل بهدف التجدّد الرّوحيّ وتغيير السلوك المسيحيّ من خلال التّطبيق الفعّال والعمليّ، لهذه المعرفة المُكتسَبة، في الحياة اليوميّة. للمزيد إنضم الى قناتنا على يوتيوب اليوم. إضغط هناأرشيف
March 2025
Categories
All
|