إثنين الآلام
إثنين الآلام: رتبة الوصول إلى الميناء
تقام رتبة الوصول إلى الميناء، في الطقس الماروني، مساء أحد الشعانين، بعد الرحلة البحرّيّة التي يجسّدها الصّوم الكبير، والتي تصل الكنيسة، المرموز إليها بالسفينة، إلى ميناء الأمان، إلى أسبوع الالام. فإلى الفداء والقيامة على هدي منارة الصّليب. وهذا يعني أنّ الصّائمين دخلوا أسبوع الألام ووصلوا بخير إلى الميناء، وسيطئون الأرض الصّلبة يوم أحد القيامة. ترمز هذه الرتبة إلى العذارى الحكيمات (لذلك يحمل المؤمنون خلالها الشموع المضيئة) فأبناء الكنيسة، على مِثال العذارى الحكيمات، جمعوا خلال الصوم زيت الأعمال الصالحة، وعندما أتى نصف اللَّيل، ووصل العريس، دخلن معه إلى الفرح. ولكن، فرح الكنيسة لا يكتمل إلاَّ بعيش آلام الصَّليب وهي العرس الحقيقيّ، التي تؤدّي إلى مجد القيامة.
الرسالة الى العبرانيين 1 : 6 - 9
تذكّر بالمبادئ الأولى في التعليم المسيحيّ، وتشدّد على جدّيّة الاختبار المسيحيّ لمن «أُنيروا»، إشارة إلى المعموديّة، و«ذاقوا»، إشارة إلى الإفخارستيّا، و«اشتركوا»، إشارة إلى التثبيت، وهذه هي مراحل التنشئة المسيحيّة الثلاث للاشتراك في سرّ المسيح الفصحيّ؛ ثم تصف كارثة الجحود بالإيمان، لأنّ الذين «سقطوا» لا يمكنهم أن يتوبوا، فهم «من أجل توبتهم يصلبون ابن الله ثانية ويعرّضونه للعار». لكنّ الكاتب، رغم تحذيره هذا الخطير، يُثني على المؤمنين ويشجّعهم على الثبات والجهاد حتّى النهاية.
يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله! فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار! إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.
تذكّر بالمبادئ الأولى في التعليم المسيحيّ، وتشدّد على جدّيّة الاختبار المسيحيّ لمن «أُنيروا»، إشارة إلى المعموديّة، و«ذاقوا»، إشارة إلى الإفخارستيّا، و«اشتركوا»، إشارة إلى التثبيت، وهذه هي مراحل التنشئة المسيحيّة الثلاث للاشتراك في سرّ المسيح الفصحيّ؛ ثم تصف كارثة الجحود بالإيمان، لأنّ الذين «سقطوا» لا يمكنهم أن يتوبوا، فهم «من أجل توبتهم يصلبون ابن الله ثانية ويعرّضونه للعار». لكنّ الكاتب، رغم تحذيره هذا الخطير، يُثني على المؤمنين ويشجّعهم على الثبات والجهاد حتّى النهاية.
يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله! فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار! إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.
إنجيل القدّيس متّى 21 : 17 - 27
التينة اليابسة هي، في الأصل، رمز للشعب الذي لم يؤمن بمسيحه. وقد أتى يسوع هذا العمل النبويّ، إنذارًا بدمار أورشليم وهيكلها، ونبذًا للشعب الذي لم يؤمن. ولكن في مفهوم الإنجيليّ الحاليّ، صارت دليلاً على مفعول الإيمان. وسؤال الأحبار والشيوخ عن سلطان يسوع سؤال خطير، وجواب يسوع على سؤالهم بسؤال عن يوحنّا المعمدان لم يكن تهرّبًا بل هو إحراج لهم أمام الشعب الذي آمن بيوحنّا، وهم لم يؤمنوا به!
تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك. وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع. ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً. ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ. وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ». وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا: فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا». فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.
التينة اليابسة هي، في الأصل، رمز للشعب الذي لم يؤمن بمسيحه. وقد أتى يسوع هذا العمل النبويّ، إنذارًا بدمار أورشليم وهيكلها، ونبذًا للشعب الذي لم يؤمن. ولكن في مفهوم الإنجيليّ الحاليّ، صارت دليلاً على مفعول الإيمان. وسؤال الأحبار والشيوخ عن سلطان يسوع سؤال خطير، وجواب يسوع على سؤالهم بسؤال عن يوحنّا المعمدان لم يكن تهرّبًا بل هو إحراج لهم أمام الشعب الذي آمن بيوحنّا، وهم لم يؤمنوا به!
تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك. وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع. ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً. ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ. وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ». وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا: فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا». فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.
تأمل في إنجيل إثنين الآلام
الخوري جان مارون الحلو
يُخبِرُنا إنجيلُ اثنينِ الأسبوعِ العظيمِ في الطّقس المارونيِّ عن َحدَثَينِ أساسيّينِ مُترابِطَينِ. أوّلاً، التّينة، حيثُ يَقترِبُ يسوعُ منها ويرى أنها مُغّطاة بالكثيرِ منَ الأوراقِ، لكنّهُ لا يجدُ فيها ثمرًا، فيَلعنُها وتَيبَس. الَحدَثُ الثّاني، يسوعُ يَتحاوَرُ مع أعدائه، الفريسيّينَ وشيوخ ِالشّعبِ، حيثُ يسألونه أسئلةً، ويسوع يُسكّتُهم. "لمْ يُجيبوه بِكلمة". لا شيء. فما هو المقصودُ من هذا السّرد؟
التّينة تُعتَبَر رمزًا واضحًا في الكتاب المقدّس لأرض ِإسرائيلَ والعهدِ القديمِ. يرى يسوعُ في التّينة الكثيرَ منَ الأوراقِ، الكثيرَ منَ الأحاديثِ عنِ الله، الكثيرِ منَ التّفسيراتِ والشّروح، اجتهاداتٍ ومعلّمينَ وكهَنةً وشارِحينَ، ولكنّ الناسَ بعيدون عنِ الله، لا علاقةً حيّة ً لهم معَ اللهِ الحيِّ. هناك الكثيرُ منَ الكلامِ ولكنْ لا حياة. يُكِمل الربُّ ويسكّتُ أعداءه (ليس لديه أعداءٌ سوى اّلذينَ يُريدون صلبَه)، مّما يعني أنّ اّلذين يُمثّلونَ العهد َالقديمَ لم يبقَ لديهِم شيءٌ يقولونه بعدَ الآنَ، وهم أيضًا، مثل التّينة، يعانون من عُقْمٍ.
في الوقتِ الحاليِّ، سَواءٌ في لبنانَ أو في أنحاءِ العالمِ، نشْهد هذا الواقعَ القائمَ، الكثيرُ منَ الكلامِ دونَ حياةٍ فِعليّةٍ، دونَ ثمَرٍ، بَل عُقم. جميعُ أزَماتِ العالَمِ تُحاطُ بالعديدِ منَ الدّراساتِ والأوراقِ الّتي تُحلَّل وتُدْرَس، ورُغم أنّنا عند قراءتِها نجِدها مَنطِقّيةً، إلّا أنّني كإنسانٍ، ما الفائدة الّتي حققّتُها؟ ماذا أعطتْني؟ لا شيء! ما الّذي أضافتْه لِحياتي من نكهةٍ أو قيمةٍ؟ ما الّذي يُمكن أنْ يساعدَني على مواجهةِ صُعوباتِ الحياة ِوكلِّ ما فيها منْ فراغ ولا معنى؟ لا شيء. "باطل بني آدم" (مزمور 62: 10). لا أحد يستطيع أن يعطيني شيئًا أنا الإنسان. لا أحد يمكنه أن يُشبِعَ جوعي وعطشي... إلا المسيح وحده.
الدّعوة ُمُوَجَّهة ٌلنا في هذا الأسبوع ِ لنتعرّف على يسوع بشكلٍ حقيقيٍّ، لنفتحَ قلوبَنا له، ونَسيرَ معه في هذه المَسيرةِ، حتّى نعرفَه، "لكي تكونَ لنا حياة" (يوحنا 10: 10). هذه صلاتي معكم اليوم، فَلْيُحْدِثِ الرّب فَرْقًا في حياتِنا، حتى لا ننْبَهِرَ بالمظاهرِ، ولا بِما نراه أو نقرأه، بل نسعى لمعرفَتِه بشكلٍ حقيقيّ، وُندْهَش بمحبتّه وسلامِه وخلاصِه. آمين.
التّينة تُعتَبَر رمزًا واضحًا في الكتاب المقدّس لأرض ِإسرائيلَ والعهدِ القديمِ. يرى يسوعُ في التّينة الكثيرَ منَ الأوراقِ، الكثيرَ منَ الأحاديثِ عنِ الله، الكثيرِ منَ التّفسيراتِ والشّروح، اجتهاداتٍ ومعلّمينَ وكهَنةً وشارِحينَ، ولكنّ الناسَ بعيدون عنِ الله، لا علاقةً حيّة ً لهم معَ اللهِ الحيِّ. هناك الكثيرُ منَ الكلامِ ولكنْ لا حياة. يُكِمل الربُّ ويسكّتُ أعداءه (ليس لديه أعداءٌ سوى اّلذينَ يُريدون صلبَه)، مّما يعني أنّ اّلذين يُمثّلونَ العهد َالقديمَ لم يبقَ لديهِم شيءٌ يقولونه بعدَ الآنَ، وهم أيضًا، مثل التّينة، يعانون من عُقْمٍ.
في الوقتِ الحاليِّ، سَواءٌ في لبنانَ أو في أنحاءِ العالمِ، نشْهد هذا الواقعَ القائمَ، الكثيرُ منَ الكلامِ دونَ حياةٍ فِعليّةٍ، دونَ ثمَرٍ، بَل عُقم. جميعُ أزَماتِ العالَمِ تُحاطُ بالعديدِ منَ الدّراساتِ والأوراقِ الّتي تُحلَّل وتُدْرَس، ورُغم أنّنا عند قراءتِها نجِدها مَنطِقّيةً، إلّا أنّني كإنسانٍ، ما الفائدة الّتي حققّتُها؟ ماذا أعطتْني؟ لا شيء! ما الّذي أضافتْه لِحياتي من نكهةٍ أو قيمةٍ؟ ما الّذي يُمكن أنْ يساعدَني على مواجهةِ صُعوباتِ الحياة ِوكلِّ ما فيها منْ فراغ ولا معنى؟ لا شيء. "باطل بني آدم" (مزمور 62: 10). لا أحد يستطيع أن يعطيني شيئًا أنا الإنسان. لا أحد يمكنه أن يُشبِعَ جوعي وعطشي... إلا المسيح وحده.
الدّعوة ُمُوَجَّهة ٌلنا في هذا الأسبوع ِ لنتعرّف على يسوع بشكلٍ حقيقيٍّ، لنفتحَ قلوبَنا له، ونَسيرَ معه في هذه المَسيرةِ، حتّى نعرفَه، "لكي تكونَ لنا حياة" (يوحنا 10: 10). هذه صلاتي معكم اليوم، فَلْيُحْدِثِ الرّب فَرْقًا في حياتِنا، حتى لا ننْبَهِرَ بالمظاهرِ، ولا بِما نراه أو نقرأه، بل نسعى لمعرفَتِه بشكلٍ حقيقيّ، وُندْهَش بمحبتّه وسلامِه وخلاصِه. آمين.
يُعيدنا الإنجيل إلى جذور إيمانِنا. تلك الجذورُ مزروعةٌ في تربة الجُلجُثَة القاحلة، حيث يسوع، على مثال الحَبّةِ التي تقع في الأرض وتموت، أنبتَ الرّجاء. يسوع المزروع في قلب الأرض، فَتَحَ لنا الطّريق إلى السّماء؛ بموتِه، منحنا الحياة الأبديّة؛ ومن خشبَة الصّليب أنبتَ لنا ثمارَ الخلاص. فلننظر إليه إذاً، فلننظر إلى المصلوب. البابا فرنسيس