يسوع المسيح
"إن الله بعد أن كلّم الآباء قديماً بالأنبياء مراراً عديدةً وبشتّى الطُّرق، كلّمنا نحن، في هذه الأيّام الأخيرة، بالابن" (عب1: 1-2). فالمسيح، ابن الله الذي صار إنساناً، هو كلمة الآب الوحيدة والكاملة والتي لا يمكن أن يفوقها شيء. فيه يقول كلَّ شيء، ولن تكون كلمة أخرى غير هذه. والقدّيس يوحنّا الصليب، بعد كثيرين غيره، يعبّر عن ذلك بطريقة نورانيّة وهو يفسّر الرسالة الى العبرانيين 1: 1-2:
"إذ أعطانا الله ابنه، الذي هو كلمته، لم يبقَ لديه كلمة أخرى يعطيناها. لقد قال لنا كلّ شيء معاً ودفعةً واحدةً في هذه الكلمة الوحيدة، وليس له شيء آخر يقوله (...)؛ لأنّ ما كان يقوله أجزاءً في الأنبياء قاله كاملاً في ابنه، عندما أعطانا هذا الكلَّ الذي هو ابنه. ولهذا فمَن يودُّ الآن أن يسأله، أو يَرجُ رؤيا أو وحياً، فإنه لا يركب مركب جنونٍ وحسب، بل يُهين الله لكونه لا يُلقي بنظره على المسيح وحده، غير ملتمسٍ أمراً آخر، أو أمراً جديداً". التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة عدد 65 |
نؤمن ونعترف بأنّ يسوع الناصري، المولود من فتاة من إسرائيل، في بيت لحم، في عهد الملك هيرودس الكبير والإمبراطور أوغسطس قيصر الأول، نجّار الصّنعة، الذي مات مصلوباً في أورشليم إبان حكم الوالي بنطس بيلاطس، وملك الإمبراطور تيباريوس، هو ابن الله الأزليُّ المتأنّس، وبأنّه "خرج من الله" (يو 13: 3) و"نزل من السماء" (يو 3: 13، 6: 33)، وأتى في الجسد، لأنّ "الكلمة صار جسداً وسكن في ما بيننا، وقد شاهدنا مجده، مجداً من الآب لابنه الوحيد، الممتلئ نعمةً وحقاً (...). أجل، من امتلائه نحن كلُّنا قد أخذنا ونعمة فوق نعمة" (يو 1: 14 ، 16). بدافع من نعمة الروح القدس، وبجاذب من الأب نؤمن ونعترف في شأن يسوع: "أنتَ المسيح ابنُ الله الحيّ" (متى 16: 16).
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة عدد 423-424 |
"تَعالَوا إِلَيَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. إِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف". متى 28:11-30
إنّ الحادث الوحيد والفريد جداً لتجسّد ابن الله لا يعني أنّ يسوع المسيح إلهٌ في قسمٍ منه وإنسانٌ في قسمٍ آخر، ولا أنّه نتيجة المزيج المُبهم للعنصرين الإلهيّ والإنسانيّ. لقد صار إنساناً حقاً وبقيَ إلهاً حقاً. يسوع المسيح هو إلهٌ حقّ وإنسانٌ حقّ.
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة عدد 464