خميس الأسرار
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11 : 23 - 32
تسلّم الرسول بولس تقليدًا إفخارستيًّا، يرقى إلى الربّ يسوع، وهو لم يأخذه عن يسوع مباشرة، بل عن الرسل الذين هم شهود العيان ليسوع، وقد تسلّموه من يسوع مباشرة، ليلة آلامه الخلاصيّة، وتسلّموا الوصيّة أن يحتفلوا به حتّى مجيئه، ليبقى ذكرًا خالدًا أبديًّا لذبيحة الربّ يسوع. لذا يجب الالتزام بالسلوك الجديد الذي يفرضه جسد الربّ ودمه على كلّ من يتناوله بتمييز، وإلاّ فهو يتناول دينونة لنفسه!
23يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُهُ إِلَيْكُم، وهُوَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوع، في اللَّيلَةِ الَّتي أُسْلِمَ فيهَا، أَخَذَ خُبْزًا، 24وشَكَرَ وَكَسَرَ وقَال: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». 25كَذَلِكَ بَعْدَ العَشَاء، أَخَذَ الكَأْسَ أَيْضًا وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَديدُ بِدَمِي. فَكُلَّما شَرِبْتُم مِنهَا، إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». 26فكُلَّمَا أَكَلْتُم هذَا الخُبْز، وشَرِبْتُم هذِهِ الكَأْس، تُبَشِّرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ حَتَّى مَجِيئِهِ. 27إِذًا فَمَنْ يَأْكُلُ خُبْزَ الرَّبِّ ويَشْرَبُ كَأْسَهُ، بِدُونِ ٱسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُذْنِبًا إِلى جَسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ. 28فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ، ثُمَّ فَلْيَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ ويَشْرَبْ مِنْ هذِهِ الكَأْس. 29فَمَنْ يَأْكُلُ ويَشْرَب، وهُوَ لا يُمَيِّزُ جَسَدَ الرَّبّ، يَأْكُلُ ويَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ. 30ولِهذَا السَّبَبِ كَثُرَ بَيْنَكُمُ المَرْضَى والضُّعَفَاء، ورَقَدَ الكَثِيرُون. 31فَلَو كُنَّا نُحَاسِبُ أَنْفُسَنَا لَمَا كُنَّا نُدَان. 32ولكِنَّ الرَّبَّ يَدِينُنَا لِيُؤَدِّبَنَا، حَتَّى لا نُدَانَ مَعَ العَالَم.
تسلّم الرسول بولس تقليدًا إفخارستيًّا، يرقى إلى الربّ يسوع، وهو لم يأخذه عن يسوع مباشرة، بل عن الرسل الذين هم شهود العيان ليسوع، وقد تسلّموه من يسوع مباشرة، ليلة آلامه الخلاصيّة، وتسلّموا الوصيّة أن يحتفلوا به حتّى مجيئه، ليبقى ذكرًا خالدًا أبديًّا لذبيحة الربّ يسوع. لذا يجب الالتزام بالسلوك الجديد الذي يفرضه جسد الربّ ودمه على كلّ من يتناوله بتمييز، وإلاّ فهو يتناول دينونة لنفسه!
23يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُهُ إِلَيْكُم، وهُوَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوع، في اللَّيلَةِ الَّتي أُسْلِمَ فيهَا، أَخَذَ خُبْزًا، 24وشَكَرَ وَكَسَرَ وقَال: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». 25كَذَلِكَ بَعْدَ العَشَاء، أَخَذَ الكَأْسَ أَيْضًا وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَديدُ بِدَمِي. فَكُلَّما شَرِبْتُم مِنهَا، إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». 26فكُلَّمَا أَكَلْتُم هذَا الخُبْز، وشَرِبْتُم هذِهِ الكَأْس، تُبَشِّرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ حَتَّى مَجِيئِهِ. 27إِذًا فَمَنْ يَأْكُلُ خُبْزَ الرَّبِّ ويَشْرَبُ كَأْسَهُ، بِدُونِ ٱسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُذْنِبًا إِلى جَسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ. 28فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ، ثُمَّ فَلْيَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ ويَشْرَبْ مِنْ هذِهِ الكَأْس. 29فَمَنْ يَأْكُلُ ويَشْرَب، وهُوَ لا يُمَيِّزُ جَسَدَ الرَّبّ، يَأْكُلُ ويَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ. 30ولِهذَا السَّبَبِ كَثُرَ بَيْنَكُمُ المَرْضَى والضُّعَفَاء، ورَقَدَ الكَثِيرُون. 31فَلَو كُنَّا نُحَاسِبُ أَنْفُسَنَا لَمَا كُنَّا نُدَان. 32ولكِنَّ الرَّبَّ يَدِينُنَا لِيُؤَدِّبَنَا، حَتَّى لا نُدَانَ مَعَ العَالَم.
إنجيل القدّيس لوقا 22 : 1 - 23
دخول الشيطان في يهوذا الإسخريوطيّ خاصّ بالإنجيليَّين يوحنّا ولوقا. يربط لوقا آلام يسوع في أورشليم بتجاربه في الصحراء، حيث انتصر على المجرّب، فتركه هذا إلى حين آلامه، التي كانت آخر تجربة، انتصر عليها يسوع نهائيًّا بقيامته المجيدة! ويفصل لوقا بوضوح العشاء الفصحيّ اليهوديّ القديم، وهو أكل الخبز الفطير وشرب الكأس، عن العشاء الإفخرستيّ المسيحيّ الجديد، وهو تقديس خبز جسد الربّ يسوع ودمه، في القسم الثاني من العشاء نفسه. ويبقى سرّ الإفخرستيّا محور الحياة الروحيّة في ملكوت يسوع الجديد.
1كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب. 2وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب. 3ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر، 4فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع. 5فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة. 6فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع. 7وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه، 8فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ». 9فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟». 10فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ. 11وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟ 12وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك». 13فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح. 14ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل، 15فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي! 16فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله». 17ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم. 18فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله». 19ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم. 21ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة. 22فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!». 23فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».
دخول الشيطان في يهوذا الإسخريوطيّ خاصّ بالإنجيليَّين يوحنّا ولوقا. يربط لوقا آلام يسوع في أورشليم بتجاربه في الصحراء، حيث انتصر على المجرّب، فتركه هذا إلى حين آلامه، التي كانت آخر تجربة، انتصر عليها يسوع نهائيًّا بقيامته المجيدة! ويفصل لوقا بوضوح العشاء الفصحيّ اليهوديّ القديم، وهو أكل الخبز الفطير وشرب الكأس، عن العشاء الإفخرستيّ المسيحيّ الجديد، وهو تقديس خبز جسد الربّ يسوع ودمه، في القسم الثاني من العشاء نفسه. ويبقى سرّ الإفخرستيّا محور الحياة الروحيّة في ملكوت يسوع الجديد.
1كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب. 2وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب. 3ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر، 4فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع. 5فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة. 6فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع. 7وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه، 8فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ». 9فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟». 10فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ. 11وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟ 12وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك». 13فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح. 14ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل، 15فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي! 16فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله». 17ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم. 18فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله». 19ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم. 21ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة. 22فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!». 23فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».
تأمل في خميس الأسرار
الخوري جان مارون الحلو
اليوم، وفي خميسِ الأسرارِ، عيدُ القُربانِ، نحن نشهدُ تقليدًا رائعًا يُحييه شعبُنا. ففي هذا اليومِ، يكاد لا ينامُ أحدٌ تقريبًا. في العديد ِمن الكنائسِ، يسهرون مع يسوع، يؤدّون العِباداتِ ويتأمّلون يسوعَ الحاضرَ في القُربان، كما أوصانا: "ألا تستطيعون أن تسهروا معي ساعةً واحدة!" (متى 26 : 40). إنّه تقليدٌ رائعٌ نشكُر اللهَ عليه. ومع ذلك، فلنذهبْ أكثر الى العُمق.
القدّيس أنطوان شفرييه يُشيرُ إلى ثلاثِ محطّاتٍ أو ثلاثةِ أسرارٍ أساسيّةٍ في حياة يسوع. أوّلاً، سرُّ التّجسّدِ. ثانياً، سرّ الموتِ والقيامةِ أو سرُّ الصّليب. وثالثاُ سرُّ حُضورِ الرّبِّ الدّائم معنا من خلال جسدهِ ودمِه. ويُشير إلى هذا السّرِّ الأخيرِ بأنه "سرّ حبّ الله الذي لا ينتهي". وكأنّ سرَّ حضورِ الرّبّ في القربان هو تكملة ٌوتحقيقٌ لغاية سرَّيّ التجسّد والفداء. صار اللهُ إنسانًا ومات من أجلِنا لكي يبقى معنا دائماً من خلال جسدِه ودمِه.
يكثُر الحديثُ في الكنيسة ِاليومَ حول أهميّة ِأنْ نُحبّ الرّبَّ، وهذا بالتأكيد أمرٌ رائعٌ وضروريٌّ، ومع ذلك، فالسؤال الصعب هو كيف يُمكننا أنْ نُحبّه؟ بالطّبع، لا نتحدثُ هنا عنِ المشاعِرِ والعواطفِ؛ بلْ يتعلّق الأمرُ بأنْ أُحبَّ يسوع كما أحبّني، أنْ أبادِلَ محبّتهَ لي بمحبّة. أيْ، وببساطةٍ، يسوع أظهَرَ محبّته لي عندما أعطاني جسدَه ودمَه، وأنا أبادلُه هذا الحبَّ حين أقبَلُ أنْ أتناولَ جسدَه وأشربَ كأسَ دمِه، على مِثالِ ما أجاب تلاميذُه مرّة:ً "أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟..." فقالا له: "نَستَطيع". فقالَ لَهما يسوع: "إِنَّ الكَأْسَ الَّتي أَشرَبُها سَوفَ تَشرَبانِها..." (مر 10: 38 – 39). فأعظمُ فعلِ عبادةٍ للربّ وأعظمُ فعلِ حبّ،ٍ هو أن أفتحَ قلبي له. وأقول بإيمان، "أنّك يا ربّ تدخل تحت سقفِ بيتي من خلال جسدِك ودمِّك". هذا هو ما نعيشُه في القدّاس. ولكن قدّاسي لا ينتهي عندما أغادرُ الكنيسة،َ بل على العكسِ، فهو يبدأ حين أغادرُها. فالتحدّي بالنسبة لي هو ترجمةُ هذا الحبِّ الّذي دخلَ حياتي بطريقةٍ حسيّةٍ ملموسةٍ وبسيطةٍ من خلال القربانة ِوكأسِ دم ِالمسيح، إلى حياتي اليوميةّ بأفعالِ حُبٍّ ليسوع الحاضِر في كلّ إنسانٍ.
أنْ اردْنا أن نحبَّ الربّ وأن نعبده، فأجملُ وأسرع ُوأضمنُ طريقٍ هي في تناولُ جسدِه ودمِه بقلبٍ طاهرٍ وضميرٍ نقيٍ، ونصرخ له: "أقبلني اليوم شريكًا في عشائك السرّي يا ابن الله، فإنّي لن أقول سرّك لأعدائك". سأتناول قربانك دون أن أفعل ما فعله يهوذا.
هذه هي صلاتُنا، فليُعطِنا الروحُ القُدس ويسوع من خلال جسده ودمه، أن ننجحَ في هذا التحدّي وأنْ ندخلَ بقوّة في عُمق ِسرِّ الحبِّ. آمين.
القدّيس أنطوان شفرييه يُشيرُ إلى ثلاثِ محطّاتٍ أو ثلاثةِ أسرارٍ أساسيّةٍ في حياة يسوع. أوّلاً، سرُّ التّجسّدِ. ثانياً، سرّ الموتِ والقيامةِ أو سرُّ الصّليب. وثالثاُ سرُّ حُضورِ الرّبِّ الدّائم معنا من خلال جسدهِ ودمِه. ويُشير إلى هذا السّرِّ الأخيرِ بأنه "سرّ حبّ الله الذي لا ينتهي". وكأنّ سرَّ حضورِ الرّبّ في القربان هو تكملة ٌوتحقيقٌ لغاية سرَّيّ التجسّد والفداء. صار اللهُ إنسانًا ومات من أجلِنا لكي يبقى معنا دائماً من خلال جسدِه ودمِه.
يكثُر الحديثُ في الكنيسة ِاليومَ حول أهميّة ِأنْ نُحبّ الرّبَّ، وهذا بالتأكيد أمرٌ رائعٌ وضروريٌّ، ومع ذلك، فالسؤال الصعب هو كيف يُمكننا أنْ نُحبّه؟ بالطّبع، لا نتحدثُ هنا عنِ المشاعِرِ والعواطفِ؛ بلْ يتعلّق الأمرُ بأنْ أُحبَّ يسوع كما أحبّني، أنْ أبادِلَ محبّتهَ لي بمحبّة. أيْ، وببساطةٍ، يسوع أظهَرَ محبّته لي عندما أعطاني جسدَه ودمَه، وأنا أبادلُه هذا الحبَّ حين أقبَلُ أنْ أتناولَ جسدَه وأشربَ كأسَ دمِه، على مِثالِ ما أجاب تلاميذُه مرّة:ً "أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟..." فقالا له: "نَستَطيع". فقالَ لَهما يسوع: "إِنَّ الكَأْسَ الَّتي أَشرَبُها سَوفَ تَشرَبانِها..." (مر 10: 38 – 39). فأعظمُ فعلِ عبادةٍ للربّ وأعظمُ فعلِ حبّ،ٍ هو أن أفتحَ قلبي له. وأقول بإيمان، "أنّك يا ربّ تدخل تحت سقفِ بيتي من خلال جسدِك ودمِّك". هذا هو ما نعيشُه في القدّاس. ولكن قدّاسي لا ينتهي عندما أغادرُ الكنيسة،َ بل على العكسِ، فهو يبدأ حين أغادرُها. فالتحدّي بالنسبة لي هو ترجمةُ هذا الحبِّ الّذي دخلَ حياتي بطريقةٍ حسيّةٍ ملموسةٍ وبسيطةٍ من خلال القربانة ِوكأسِ دم ِالمسيح، إلى حياتي اليوميةّ بأفعالِ حُبٍّ ليسوع الحاضِر في كلّ إنسانٍ.
أنْ اردْنا أن نحبَّ الربّ وأن نعبده، فأجملُ وأسرع ُوأضمنُ طريقٍ هي في تناولُ جسدِه ودمِه بقلبٍ طاهرٍ وضميرٍ نقيٍ، ونصرخ له: "أقبلني اليوم شريكًا في عشائك السرّي يا ابن الله، فإنّي لن أقول سرّك لأعدائك". سأتناول قربانك دون أن أفعل ما فعله يهوذا.
هذه هي صلاتُنا، فليُعطِنا الروحُ القُدس ويسوع من خلال جسده ودمه، أن ننجحَ في هذا التحدّي وأنْ ندخلَ بقوّة في عُمق ِسرِّ الحبِّ. آمين.
00:00 مقدمة
00:25 ثلاثة أسرار جوهريّة يكشفها يسوع اليوم
02:51 الآيات 1-6
ما هو عيد الفطير؟ / بعضٌ من شخصيّة يهوذا الإسخريوطي / لماذا 30 من الفضة؟
05:37 الآيات 7-13
كيف ومتى كان يحتفل اليهود بعيد الفصح؟ / لمن العليّة؟
08:07 الآيات 14-20
لماذا كان هناك كأسان على العشاء؟
11:30 الآيات 21-23
يهوذا ووسع رحمة الله!
12:38 ماذا نستنتج من هذه اللوحة؟ (5 نقاط)
15:14 صلاة الختام
00:25 ثلاثة أسرار جوهريّة يكشفها يسوع اليوم
02:51 الآيات 1-6
ما هو عيد الفطير؟ / بعضٌ من شخصيّة يهوذا الإسخريوطي / لماذا 30 من الفضة؟
05:37 الآيات 7-13
كيف ومتى كان يحتفل اليهود بعيد الفصح؟ / لمن العليّة؟
08:07 الآيات 14-20
لماذا كان هناك كأسان على العشاء؟
11:30 الآيات 21-23
يهوذا ووسع رحمة الله!
12:38 ماذا نستنتج من هذه اللوحة؟ (5 نقاط)
15:14 صلاة الختام