الأحد الرابع من زمن العنصرة: يسوع يبتهج بالروح
لقد ابتهج يسوع بالروح القدس وفرح وأنشد نشيد غبطة وشكران للآب، على عيون تلاميذه، لأنّ الآب أظهر لهم سرَّه، وهم الأطفال البسطاء، لا للفرّيسيّين الحكماء والفهماء! ويدعونا جميعًا إلى أن نكون له تلاميذ، لأنّه وديع ومتواضع القلب، ونيره ليّن، وحمله خفيف!
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 2 : 11 - 16
الحكمة الحقيقيّة منبعها الروح القدس شخصيًّا، ولا يعرفها الإنسان الأرضيّ، بل الإنسان الروحانيّ، الذي له وحده أن يحدّث عن أمور الله غير المنظورة وغير المسموعة، والخفيّة عن قلوب البشر، لأنّه سبق فذاق الحياة والسعادة الأبديّة. ليست حكمة الله لُغزًا لا يدرك، بل هي تصميم حدّده الله الآب منذ الأزل، وحقّقه في الزمن، في شخص ابنه يسوع المسيح لخلاص المؤمنين به، وأعلنه الروح القدس لقدّيسيه ورسله. ويُقرّ بولس بقيمة المعرفة العقليّة الطبيعيّة، كشرط أساسيّ للتعبير عن الوحي الإلهيّ في كلامنا البشريّ. والربّ يسوع نفسه اختبر سرّ الله وأدركه بعقله البشريّ. وشرحه لنا بكلام مفهوم، وهو لا يزال معنا يملأنا بروحه القدّوس، ويشركنا في معرفته وحكمته.
11يا إِخْوَتِي، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذَلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. 12وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ ٱلرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. 13ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ ٱلمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا ٱلحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا ٱلرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ ٱلأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. 14فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح. 15أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. 16فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!
الحكمة الحقيقيّة منبعها الروح القدس شخصيًّا، ولا يعرفها الإنسان الأرضيّ، بل الإنسان الروحانيّ، الذي له وحده أن يحدّث عن أمور الله غير المنظورة وغير المسموعة، والخفيّة عن قلوب البشر، لأنّه سبق فذاق الحياة والسعادة الأبديّة. ليست حكمة الله لُغزًا لا يدرك، بل هي تصميم حدّده الله الآب منذ الأزل، وحقّقه في الزمن، في شخص ابنه يسوع المسيح لخلاص المؤمنين به، وأعلنه الروح القدس لقدّيسيه ورسله. ويُقرّ بولس بقيمة المعرفة العقليّة الطبيعيّة، كشرط أساسيّ للتعبير عن الوحي الإلهيّ في كلامنا البشريّ. والربّ يسوع نفسه اختبر سرّ الله وأدركه بعقله البشريّ. وشرحه لنا بكلام مفهوم، وهو لا يزال معنا يملأنا بروحه القدّوس، ويشركنا في معرفته وحكمته.
11يا إِخْوَتِي، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذَلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. 12وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ ٱلرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. 13ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ ٱلمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا ٱلحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا ٱلرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ ٱلأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. 14فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح. 15أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. 16فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!
إنجيل القدّيس لوقا 10 : 21 - 24
هذا النصّ فريد في لوقا ومتى (11 : 25 - 30)، ويُدعى «المقطع اليوحنّويّ» الوحيد في الإنجيليّين الإزائيّين. يعبّر فيه يسوع عن صلته الفريدة البنويّة بالله أبيه. ويتّفق مع يوحنّا في ثلاثة: في أنّ الآب سلّم يسوع كلّ شيء، وفي استعمال كلمة «الابن» في المطلق ليسوع، وفي المعرفة المتبادلة بين الآب والابن. هذا التشابه بين الإزائيّين ويوحنّا دليل على طابعه الأصيل، وشهادة على إيمان الجماعة الأولى بألوهة يسوع.
21(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. 22لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». 23ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! 24فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».
هذا النصّ فريد في لوقا ومتى (11 : 25 - 30)، ويُدعى «المقطع اليوحنّويّ» الوحيد في الإنجيليّين الإزائيّين. يعبّر فيه يسوع عن صلته الفريدة البنويّة بالله أبيه. ويتّفق مع يوحنّا في ثلاثة: في أنّ الآب سلّم يسوع كلّ شيء، وفي استعمال كلمة «الابن» في المطلق ليسوع، وفي المعرفة المتبادلة بين الآب والابن. هذا التشابه بين الإزائيّين ويوحنّا دليل على طابعه الأصيل، وشهادة على إيمان الجماعة الأولى بألوهة يسوع.
21(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. 22لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». 23ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! 24فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
إنجيل الأحد الرابع من زمن العنصرة، لوقا 10 : 21 – 24. يشرح المُرسَل اللبناني الأب هاني شلالا ثلاثة أفكار مرتبطة بآيات هذا الإنجيل ويتطرّق الى بعض الأقكار والأسئلة المحيطة بالنص: ما أهمّيّة عيش المحبّة والرحمة والخدمة والمغفرة؟ ما الذي يفوق صنع الآيات والمعجزات؟ ماذا يعني قول يسوع:" قَد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء"؟ هل يعرف الإنسان فعلاً ما في أعماقه؟...