هذا الأحد يذكّرنا بأعجوبة شفاء الأبرص، وهي الأولى في الإنجيل بحسب متّى. فيها عبّر يسوع عن عظم محبّته للإنسان المنبوذ بعيدًا عن ذويه ومجتمعه، لأنّ حنان الله اللامتناهي جعله يحنو على الضعيف، ويعطف على البشريّة المريضة، ويداويها برفق، ويكسر القيود التي كانت تفصل الإنسان عن أخيه الإنسان.
القراءة من سفر الملوك الثاني 5 : 1 - 3، 9 - 14
كَانَ نُعْمَانُ، رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ، رَجُلًا عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مُكرَّمًا لَدَيه، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ مُحارِبًا بَاسِلًا، وَكَانَ أَبْرَصَ. وَإنًّ آرامِيّينَ خَرَجُوا غَازين، فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، وأصبَحَت في خِدْمَةِ زَوجَة نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِسَيِّدَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي حضر أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَأقْبَلَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عَلى بَابِ بَيْتِ أَلِيشَاعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَاع رَسُولًا يَقُولُ لَه: «إمضِ وَٱغْتَسِلْ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَيَعُودَ إِلَيْكَ لَحْمُكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «كنتُ أَحسَبُ أنَّهُ يَخْرُجُ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِٱسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُحَرِّكَ يَدَهُ فَوْقَ الْمَكان فَيَشْفِي البَرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ، نَهْرَا دِمَشْقَ، خَيرًا مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَفَلا أَغْتَسِلُ فيِهِمَا وَأَطْهُرَ؟» وَٱنصَرَفَ رَاجِعًا وَهو مُغْضَب. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ خُدّامَهُ وَخَاطبُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبي، لَوْ أمَرَكَ النَّبِيُّ بأَمْرٍ عَظِيم، أَمَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ؟ فَكَيْفَ بِالأحْرى وقد قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟». فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، كما قَالَ رَجُلُ اللهِ، فَعَادَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ.
كَانَ نُعْمَانُ، رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ، رَجُلًا عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مُكرَّمًا لَدَيه، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ مُحارِبًا بَاسِلًا، وَكَانَ أَبْرَصَ. وَإنًّ آرامِيّينَ خَرَجُوا غَازين، فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، وأصبَحَت في خِدْمَةِ زَوجَة نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِسَيِّدَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي حضر أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَأقْبَلَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عَلى بَابِ بَيْتِ أَلِيشَاعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَاع رَسُولًا يَقُولُ لَه: «إمضِ وَٱغْتَسِلْ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَيَعُودَ إِلَيْكَ لَحْمُكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «كنتُ أَحسَبُ أنَّهُ يَخْرُجُ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِٱسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُحَرِّكَ يَدَهُ فَوْقَ الْمَكان فَيَشْفِي البَرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ، نَهْرَا دِمَشْقَ، خَيرًا مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَفَلا أَغْتَسِلُ فيِهِمَا وَأَطْهُرَ؟» وَٱنصَرَفَ رَاجِعًا وَهو مُغْضَب. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ خُدّامَهُ وَخَاطبُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبي، لَوْ أمَرَكَ النَّبِيُّ بأَمْرٍ عَظِيم، أَمَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ؟ فَكَيْفَ بِالأحْرى وقد قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟». فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، كما قَالَ رَجُلُ اللهِ، فَعَادَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 6 : 12 - 23
بالمعموديّة يموت المؤمن عن الخطيئة، لكنّه يبقى معرّضًا للخطيئة. فعليه أن يلتزم بالإيمان التزامًا جدّيًّا، ويموت حقًّا عن حياة الخطيئة، ليحيا حقًّا حياة النعمة في المسيح، مائتًا وقائمًا من الموت حيًّا. لقد حرّرنا المسيح من عبوديّة الخطيئة والشريعة ورسومها المادّيّة، فعلينا أن نخدمه بطاعة الإيمان والبرّ والقداسة بحرّيّة أبناء الله. والتطبيق على موضوع الأحد واضح، لأنّ البرص مرض رهيب، بالغ الأقدمون في الاحتياط ضدّ العدوى منه، حتّى اتّخذ طابعًا دينيًّا، إذ اعتُبر منجّسًا للإنسان، ينبذه عن الجماعة المؤمنة. ولكي يستعيد الأبرص مكانه في شعب الله المقدّس، كان عليه أن يؤكّد للناس شفاءه بتتميم بعض الفرائض الدينيّة الرسميّة.
لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ. وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة. فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا! أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ. فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه. وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ. وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ ٱجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة. فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ. فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا المَوْت. أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. لأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيئَةِ هِيَ المَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في المَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
بالمعموديّة يموت المؤمن عن الخطيئة، لكنّه يبقى معرّضًا للخطيئة. فعليه أن يلتزم بالإيمان التزامًا جدّيًّا، ويموت حقًّا عن حياة الخطيئة، ليحيا حقًّا حياة النعمة في المسيح، مائتًا وقائمًا من الموت حيًّا. لقد حرّرنا المسيح من عبوديّة الخطيئة والشريعة ورسومها المادّيّة، فعلينا أن نخدمه بطاعة الإيمان والبرّ والقداسة بحرّيّة أبناء الله. والتطبيق على موضوع الأحد واضح، لأنّ البرص مرض رهيب، بالغ الأقدمون في الاحتياط ضدّ العدوى منه، حتّى اتّخذ طابعًا دينيًّا، إذ اعتُبر منجّسًا للإنسان، ينبذه عن الجماعة المؤمنة. ولكي يستعيد الأبرص مكانه في شعب الله المقدّس، كان عليه أن يؤكّد للناس شفاءه بتتميم بعض الفرائض الدينيّة الرسميّة.
لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ. وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة. فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا! أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ. فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه. وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ. وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ ٱجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة. فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ. فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا المَوْت. أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. لأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيئَةِ هِيَ المَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في المَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
إنجيل القدّيس مرقس 1 : 35 - 45
إنّ البرص، في نظر اليهود، أشنع مرض، وأقسى عقاب يعاقب به الله الإنسان الخاطئ. فقد كان الأبرص يُمنَع من مخالطة شعب الله، ويُبعَد عن الجماعة المقدّسة. أتى الأبرص إلى يسوع متوسّلاً بثقة تامّة، غير عابئ بما تنصّ عنه التوراة، فمدّ يسوع يده ولمسه وقال له: قد شئتُ فاطهر! فطهُر بدون إسراف في الكلام، ولا إكثار في الحركات، بل ببساطة القادر ورأفة المخلّص. قبل شفاء الأبرص، كان يسوع قبل طلوع الفجر يصلّي، مخصّصًا وقتًا طويلاً للصلاة والتأمّل، ولعلاقته بالآب السماويّ، أمّا الناس فكان همّهم الأوّل أن يحصلوا على الشفاء من يسوع، ويسوع كان يشفيهم باللمس والكلمة. وهذا ما لا يزال يحدث للمؤمنين في ليتورجيّا القدّاس، في مناولة جسد الربّ، وسماع كلمته. وكما راح الأبرص ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر، هكذا على كلّ مؤمن عاش خبرة اللقاء مع يسوع، وعلى كلّ خاطئ شفاه يسوع من خطيئته وأعاده إلى فرح العيش ضمن الكنيسة بحرّيّة أبناء الله، أن يتحوّل إلى رسول يذيع البشرى!
قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.
إنّ البرص، في نظر اليهود، أشنع مرض، وأقسى عقاب يعاقب به الله الإنسان الخاطئ. فقد كان الأبرص يُمنَع من مخالطة شعب الله، ويُبعَد عن الجماعة المقدّسة. أتى الأبرص إلى يسوع متوسّلاً بثقة تامّة، غير عابئ بما تنصّ عنه التوراة، فمدّ يسوع يده ولمسه وقال له: قد شئتُ فاطهر! فطهُر بدون إسراف في الكلام، ولا إكثار في الحركات، بل ببساطة القادر ورأفة المخلّص. قبل شفاء الأبرص، كان يسوع قبل طلوع الفجر يصلّي، مخصّصًا وقتًا طويلاً للصلاة والتأمّل، ولعلاقته بالآب السماويّ، أمّا الناس فكان همّهم الأوّل أن يحصلوا على الشفاء من يسوع، ويسوع كان يشفيهم باللمس والكلمة. وهذا ما لا يزال يحدث للمؤمنين في ليتورجيّا القدّاس، في مناولة جسد الربّ، وسماع كلمته. وكما راح الأبرص ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر، هكذا على كلّ مؤمن عاش خبرة اللقاء مع يسوع، وعلى كلّ خاطئ شفاه يسوع من خطيئته وأعاده إلى فرح العيش ضمن الكنيسة بحرّيّة أبناء الله، أن يتحوّل إلى رسول يذيع البشرى!
قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
|
|