أحد الثالوث الأقدس
هذا الأحد من زمن العنصرة أي حلول الروح القدس، هو ذروة الوحي الإلهيّ. ولقد تفرّد الإنجيليّ متّى بعبارة "عمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، وهي عبارة لاهوتيّة دقيقة، تعكس رتبة العماد في الجماعة المسيحيّة الأولى، الّتي تضع المعمّد في صلة خاصّة بالأقانيم الإلهيّة الثلاثة.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 - 36
يوضح الرسول للمؤمنين سرًّا في تحقيق قصد الله الخلاصيّ، الذي يشمل كلّ الشعب اليهوديّ، وكلّ الشعوب الوثنيّة. وينهي بنشيد الإنسان الضعيف المنذهل أمام حكمة الله القدير غير المدرك في مقاصده وطرقه. والتطبيق على سرّ الله الثالوث الأحد، ودور كلّ من الأقانيم الإلهيّة في تاريخ خلاصنا، واضح جليّ، لأنَّ دور الآب ظاهر في العهد القديم، أَمَّا دور الابن والروح القدس فظاهر في الإنجيل والعهد الجديد.
25يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم. 26وهكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي المُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛ 27وهذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم». 28فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛ 29لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ. 30فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم، 31كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛ 32لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الجَميع. 33فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! 34فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ 35أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ 36لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ المَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين.
يوضح الرسول للمؤمنين سرًّا في تحقيق قصد الله الخلاصيّ، الذي يشمل كلّ الشعب اليهوديّ، وكلّ الشعوب الوثنيّة. وينهي بنشيد الإنسان الضعيف المنذهل أمام حكمة الله القدير غير المدرك في مقاصده وطرقه. والتطبيق على سرّ الله الثالوث الأحد، ودور كلّ من الأقانيم الإلهيّة في تاريخ خلاصنا، واضح جليّ، لأنَّ دور الآب ظاهر في العهد القديم، أَمَّا دور الابن والروح القدس فظاهر في الإنجيل والعهد الجديد.
25يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم. 26وهكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي المُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛ 27وهذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم». 28فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛ 29لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ. 30فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم، 31كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛ 32لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الجَميع. 33فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! 34فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ 35أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ 36لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ المَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين.
إنجيل القدّيس متّى 28 : 16 - 20
في آخر ظهور ليسوع الحيّ القائم لرسله، في الجليل، يركّز الإنجيليّ متّى على رسالة يسوع في جليل الأمم، لكي يَلفِتَ الأنظار إلى أنّ رسالة يسوع شاملة تطال اليهود وغير اليهود، دون تفرقة: في الجليل بدأت رسالة يسوع، وفي الجليل بدأت رسالة الكنيسة الممثّلة هنا بالرسل الأحد عشر. يسلّم يسوع تلاميذه الرسالة عينها الّتي تلقّاها هو من الآب، بالسلطان المطلق الذي حاز عليه بقيامته المجيدة. ويُطلعهم على سرّ الله الحقّ، ثالوثًا موحَّدًا، لم يُدركه الأنبياء من قبل، فعرّفهم أن الآب أرسله وأنّه هو الابن المتجسّد، بقوّة الروح القدس.
16أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع. 17ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا. 18فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض. 19إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، 20وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».
في آخر ظهور ليسوع الحيّ القائم لرسله، في الجليل، يركّز الإنجيليّ متّى على رسالة يسوع في جليل الأمم، لكي يَلفِتَ الأنظار إلى أنّ رسالة يسوع شاملة تطال اليهود وغير اليهود، دون تفرقة: في الجليل بدأت رسالة يسوع، وفي الجليل بدأت رسالة الكنيسة الممثّلة هنا بالرسل الأحد عشر. يسلّم يسوع تلاميذه الرسالة عينها الّتي تلقّاها هو من الآب، بالسلطان المطلق الذي حاز عليه بقيامته المجيدة. ويُطلعهم على سرّ الله الحقّ، ثالوثًا موحَّدًا، لم يُدركه الأنبياء من قبل، فعرّفهم أن الآب أرسله وأنّه هو الابن المتجسّد، بقوّة الروح القدس.
16أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع. 17ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا. 18فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض. 19إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، 20وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
ينطلق المُرسَل اللبناني الأب هاني شلالا من إنجيل أحد الثالوث الأقدس ، متى 28 : 16 – 20 ، ليشرح ما هو سرّ الثالوث الأقدس، ما هي رموزه في العهدين القديم والجديد، كيف ترتبط الآيات بحياة الكنيسة والعالم؛ ويجيب على الكثير من التساؤلات المرتبطة بطريقة أو بإخرى بروحيّة النصّ.