الأب هــاني شــلالا المُرسَل اللُبناني عظة لعيد ميلاد سيِّدتنا مريم العذراءأُعطيت الأحد 8 أيلول 2024.
نجتمع اليوم حول العذراء مريم، أُمِّ الله وأُمِّنا، لنُهنِّئها بعيد ميلادها، مع جميع أبنائها المُنتشرين في كل أصقاعِ الأرض، لاسيما الذين ينتمون الى روحانيتها ويطلبون حمايتها ويعملون بهدايتها، وخاصةً فرسان وطلائع وشبيبة العذراء، وجميع الأخويات المريميّة، الذين يُجدِّدون اليوم تكرُّسهم لها والتمثُّل بفضائلها. "لا يوقدُ سِراجٌ ويوضعُ تحت المكيال، أو تحت السرير، بل على المنارة، ليرى الداخلون نورَه". إنَّ مريمَ ليست مُجرَّدَ سِراجٍ مُضاء، بل هي نجمةُ الصبحِ البهيَّة التي بشَّرَتْ بإشراقِ شمسِ الحقّ، يسوعَ المسيح، الذي أنارَ العالمَ بتجسُّدِه ومحبتِه ورحمته، بإنجيلِه وآياتِه ومُعجزاته، بآلامِه وموتِه ومجدِ قيامته. 1*. الى ماذا يرمزُ السِراج؟ إنَّه يرمزُ الى القلبِ المُلتهبِ بنارِ الروحِ القدس، نارِ المحبةِ المُشتعلة، النارِ التي نزلت على الرسل في العنصرة، والتي قال عنها يسوع: "جِئتُ لأُلقيَ على الأرضِ نارًا، وما أشدَّ رغبتي أن تكونَ قد اشتعلت" (لو12/49)، النارِ التي تتحوَّلُ الى نورٍ يُضيءُ لجميعِ الذين هم في البيت، بحسب قولِ الربِّ يسوع لتلاميذِه المؤمنين: "أنتم نورُ العالم... فليُضئ نورُكم للناس، ليروا أعمالَكم الصالحة، فيُمجِّدوا أباكم الذي في السماوات" (متى5/14، 16). 2*. الى ماذا يرمزُ المِكيال؟ إنَّه يرمزُ الى العقلِ البشري المحدودِ والمنطقِ الإنساني الضيِّق، المغلقِ على أمورِ الأرض، الذي يُحاولُ أن يُطفئَ نارَ الروحِ القدس، ويُخفيَ نورَ الحقيقة، لأنَّه عاجزٌ عن استيعابِ حقيقتِها، وفهمِ أسرارِها. 3*. الى ماذا يرمزُ السرير؟ إنَّه يرمزُ الى التراخي والكسلِ والنومِ واللامبالاةِ والاهمالِ والشهواتِ الجسديّة التي تُطفئُ نارَ الروح، وتحجبُ نورَ الإيمان. 4*. الى ماذا ترمزُ المنارة؟ إنَّها ترمزُ الى قِمَّةِ الإيمانِ الحيّ والمحبةِ المُضطرمة والشهادةِ للحق، قولاً وفعلاً، والى ذُروةِ الجهادِ الروحي، وعيشِ الفضائل، وتتميمِ الأعمالِ الصالحة. 5*. من هم الداخلون الى البيت؟ إنَّهم الأشخاصُ الذين سوف يقبلونَ الايمان، ويعتمدون باسم يسوع، ويدخلون هيكلَ الربّ، ويستنيرون بضياءِ شمسِ المسيح، ويتمتَّعون بنورِ والدتِة الكلّيةِ القداسة وملائكتِه وأبرارِه وقديسيه. من هي مريم بحسب الكتاب المقدَّس والتقليد الكنسي؟ وماذا تقول في نشيدها؟ 1*. إنَّ مريم هي حوَّاءُ الجديدة، المرأةُ الموعودة التي سيسحقُ نسلُها، أي يسوع، رأسَ الحيَّةِ القديمةِ ابليس، بحسب وعدِ الله الذي قال للحيَّة: "وأجعلُ عداوةً بينكِ وبين المرأة، وبين نسلكِ ونسلِها، فهو يسحقُ رأسَكِ وأنتِ تُصيبين عقِبَهُ" (تك3/15). فاللهُ لم يجعلِ العداوةَ بين الرجلِ والحيَّة، بل بين المرأة والحيَّة، لأنَّ نسلَ المرأةِ هو يسوع، ابنُ الله وابنُ الانسان، الذي سيسحقُ رأس الحيَّة، وهي ستُصيبُ عقِبَه، أي جسده الذي سيُرفعُ على الصليب. ولكنَّ المعركة الحقيقية ستكون بين حوَّاء الجديدة مريم، والحيَّة القديمة ابليس. 2*. إنَّ مريم هي الآية التي أعطاها الله لشعبه على لسان أشعيا النبي قائلاً: "ها إنَّ العذراءَ تحمِلُ فتلدُ ابنًا يُسمُّونَه "عِمَّانوئيل" أي "اللهُ معنا" (متى1/23؛ أش7/14). ولذلك كرَّمها اللهُ، فمَنَحَتْها الكنيسةُ لقبَ "الدائمة البتوليّة"، أي أصبحت أمٌّ وهي عذراء، قبل الميلاد وفيه وبعده. وقد صَوَّرَتْ الكنيسةُ هذه العقيدة في الإيقونةِ المريميّة التي حملت ثلاثة نجوم: واحدة على الكتف اليمين، وواحدة على الرأس، وواحدة على الكتف اليسار. 3*. إنَّ مريمَ هي الآيةُ العظيمة التي أعطاها اللهُ لشعبِه في سفرِ الرؤيا حيث يقول يوحنا: "ثمَّ ظهرت آيةٌ عظيمةٌ في السماء: اِمرأةٌ مُلتحفةٌ بالشمس، والقمرُ تحت قدميها، وعلى رأسِها إكليلٌ من اثني عشر كوكبًا" (رؤ12/1). فمريمُ هي المرأةُ المُلتحفةُ بابنها يسوع، شمسِ الحقيقة، والمُنتصرةُ على ابليس، حاملِ الظلمة، والمُكلَّلةُ بكواكبِ الرسلِ الاثني عشر... والتي تخوضُ المعركة ضدَّ التنّينِ الكبير، الحيَّةِ القديمة، إبليس الشيطان. 4*. إنَّها المرأةُ التي قدَّمتْ ساعة ابنِها يسوع في عُرسِ قانا الجليل، بقولِها له: "ليس عندهم خمر"، فأجابها يسوع: "ما لي ولكِ، أيتها المرأة؟ لم تأتِ ساعتي بعد"، ولكنَّه، بناءً على طلبها، أجرى الآية الأولى، وحوَّل الماء الى خمر، مقدِّمًا ساعة الآب، ساعةَ اعتلانِه للعالم، وساعة ارتفاعه على الصليب. وهي المرأة التي وقفتْ عند أقدامِ الصليب باكيةً صامتة، ليجعلَها ابنُها أُمًّا لتلميذِه يوحنا ومن خلالِه أُمًّا لجميعِ الرسلِ والمؤمنين. 5*. إنَّها المرأةُ التي كتبَ اللهُ اسمَها بأحرفٍ من نورٍ وبهاءٍ ومجد. وهي المرأةُ التي ناداها يسوع قائلاً: "يا امرأة" في قانا وعلى الصليب، فهل كان هذا النداء انتقاصًا من كرامتها واحتقارًا لها، أم تكريمًا وتعظيمًا لأُمومتِها؟ إنَّه أعظمُ تكريمٍ وتعظيم، لأنَّه جعلَها حوَّاءَ الجديدة، أي أُمَّ كلِّ الأحياءِ الذين سيولدون بالإيمان، وجعلها المرأةَ الأسمى والأعلى، وأقامها ملكةً على نساء العالمين، وسلطانة على السماوات والأرض. فليس من امرأة رفعها اللهُ الى أعلى السماوات على مثالها، لا قبلها ولا بعدها. إنَّها المرأة التي طوَّبتها الأجيال، وما زالت، وستطوِّبها على مدى الازمان، لأنَّ الربَّ صنع لها العظائم. فهل من امرأة نالت إكرامًا وتعظيمًا ومجدًا من مليارات البشر، على مدى التاريخ، مثل مريم؟ إنَّها أعظمُ وأرفعُ وأطهرُ وأقدسُ امرأةٍ عرفتها البشريّة. 6*. قالت مريم في نشيدها: "تعظِّمُ نفسي الربَّ، وتبتهجُ روحي بالله مُخلِّصي، لأنَّه نظر الى تواضع أمته، فها منذ الآن تُطوِّبني جميعُ الأجيال لأنَّ القدير صنع لي أمورًا عظيمة" (لو1/46-49). فما هي هذه الأمور العظيمة التي صنعها لها الربّ؟ 1+ لقد اختارها اللهُ على مثال إرميا النبي الذي كانت إليه كلمةُ الربِّ قائلاً: "قبل أن أُصوِّرَكَ في البطنِ عرفتُك، وقبل أن تخرجَ من الرَحِمِ قدَّستُكَ، وجعلتُكَ نبيًا للأُمم" (إر1/4-5)، وحفظَها من وصمةِ الخطيئةِ الأصليَّة على مثالِ حوَّاء، وجعلها قدسَ أقداسِ هيكلِ سُكناه، وبابًا يدخلُ منه يسوع الى العالم، وحُصنَ حمايةٍ وسفينةَ خلاصٍ لجميعِ الملتجئينَ إليها. 2+ لقد اختارها اللهُ لتكونَ أُمًا لابنه الوحيد، فاستحقت بذلك لقبًا فريدًا مُميَّزًا عظيمًا وهو "والدةُ الإله" أو "أمُّ الله" الذي أصبح أجمل ترنيمةٍ تتردَّدُ على ألسنتنا مُكرِّمين العذراء بها. وقد مجَّدها إبنُها في نهاية مسيرتها على الأرض فرفعها، على مثاله، نفسًا وجسدًا الى السماء، لتكونَ عربونَ رجاءٍ لكلِّ أبنائها في قيامةِ الأجساد والعبورِ الى الملكوت السماوي. 7*. يقول الربُّ يسوع: "من رآني رأى الآب" (يو14/9)، و"من لا يُكْرِمُ الابنَ، لا يُكْرِمُ الآبَ الذي أرسله" (يو5/23. ويقول أيضًا: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. فمن ثَبَتَ فيَّ، وثبتُّ أنا فيه، فذاك الذي يُثمرُ ثمرًا كثيرًا، لأنَّكم بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئًا" (يو15/5) ). والخُلاصة هي: أنَّ الكرمة والجذورَ والأغصانَ واحد، كما أنَّ الآبَ والابنَ واحد، كما أنَّ الابنَ والأمَّ في المحبّةِ واحد، فمن يُكرِمُ الآبَ يُكرمُ الابنَ والأمَّ، ومن يحتقرُ الأمَّ يحتقرُ الآبَ الذي اختارها والابنَ الذي تجسّد منها وعظَّمَها. 8*. يقول الربُّ يسوع: "من لم يكن معي كان عليَّ، ومن لم يجمع معي كان مُبدِّدًا" (لو11/23)، أي هناك جبهتين لا ثالث لهما: جبهة يسوع ومن ينتمي إليه، وعلى رأسهم مريم والرسل والشهداء والقديسين والمؤمنين؛ وجبهة ابليس ومن ينتمي إليه، وعلى رأسهم المُلحدين والكافرين والأنبياء الكذبة والمرائين والمشعوذين والفاسدين والفاسقين. فمن يكفرُ بالمسيحِ الإله، أو من يحتقرُ مريمَ العذراء، أو من يستهزئُ بالقديسين، لا يمكنه أن يكونَ إلا من جبهةِ ابليس، لأنَّ الانسانَ لا يُمكنه أن يعبدَ ربّين، او أن ينتميَ الى سيِّدَين: يسوعَ وابليس. 9*. يُحذِّرُنا الرب يسوع قائلاً: "إياكم أن تحتقروا أحدًا من هؤلاء الصغار، أقول لكم إنَّ ملائكتهم في السماوات يُشاهدون أبدًا وجه أبي الذي في السماوات" (متى18/10)؛ ويُضيف في مشهد الدينونة الأخيرة: "إنَّ كلَّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه" (متى25/40). فإذا كان يُحذِّرُنا من احتقارِ الصغارِ الذين يُمثِّلونه على الأرض، فكم بالأحرى يُحذِّرُنا من احتقارِ والدتِه الكليّةِ القداسة وأبرارِه وقدِّيسيه؟ 10*. إن الشيطانَ لا يخجلُ من خسارةِ المعركةِ أمام الربِّ يسوع ابنِ الله، ولكنَّه يحمرُّ خجلاً من خسارة حربه ضدَّ العذراء مريم ابنةِ الطبيعةِ البشريةِ الضعيفة، إبنةِ آدم وحوَّاء. ولذلك سلَّم يسوع قيادة المعركة الى أُمِّه التي ما زالت تجوب العالم لكي تُحذِّر وتُنذر وتُشجِّع أبناءها على السهر الدائم، وتُسلّحهم بصلاة المسبحة والصوم والكتاب المقدَّس وثوب الكرمل والإيقونة العجائبية وسرَّي التوبة والقربان وغيرها: من غوادالوبي (المكسيك) الى لورد (فرنسا) الى فاطمة (البرتغال) الى مديوغوريه (البوسنة-هرتسوغوفين) الى بلدان عديدة غيرها... معلنة أن قلبَها الطاهرَ هو من سينتصرُ في النهاية، وعلى الأرجح على أرض لبنان الذي تكرَّس لقلبَي يسوع ومريم، على الأرضِ التي تقدَّست بدماءِ الشهداءِ والقديسين، وحيث تجمَّعتْ اليوم كلُّ شياطينِ الأرض لخوضِ معركةِ المصير. 11*. يقولُ لنا الربُّ يسوع أخيرًا: "لآ تخفْ أيّها القطيعُ الصغير، فقد حسُنَ لدى أبيكم أن يُنعمَ عليكم بالملكوت" (لو12/32). فنحن اليوم نواجه تحدّي كونِنا أصبحنا القطيعَ الصغير، ولكنَّ الربَّ لا يحتاجُ الى الأعدادِ الكبيرة ليُحقِّقَ النصر، فقد أخضعَ العالمَ لصليبه باثني عشر رسولاً فقيرًا ضعيفًا مُحتقرًا، ونصرَ داود الفتى الهزيلَ بمقلاعِه على جوليات الجبَّارِ المُدجَّجِ بالسلاحِ الذي أرهبَ كلَّ جيشِ إسرائيل (1صمو17)، ولم يُبقِ الربُّ من جيشِ جدعون إلا على ثلاثمئة، من أصلِ اثنين وثلاثين ألفًا، لكي يكون النصرُ، لا بقوَّة السيف، بل بقوة الايمان، ليعودَ الشكرُ والمجدُ لله، لا للبشر (قضاة 7). ولذلك علينا أن نتذكَّرَ في كلِّ حين، قولَ الربِّ يسوع: "سيكونُ لكم في العالمِ ضيق، ولكن تقوَّوا أنا غلبتُ العالم" (يو16/33). الأب هاني شلالا المُرسل اللبناني إنّ شخصيّة يسوع المسيح تبقى صخرة شك وحجر عِثار للعقل البشري. فسرُّ التجسّد الإلهي وسرّ الفداء الخلاصي، يبقيان التحدّي الأكبر لعقل الإنسان. فمنذ البداية وحتى النهاية كان يسوع يعمل ويُعلّم بسلطان إلهي، وقد برهن عن صحة كلامه ورسالته بالآيات والمُعجزات.
نراه مثلاً يشفي العميان ليقول:"أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام". نراه يطرد الشياطين ويحرّر الممسوسين الخرس والصمّ، ويُعيد إليهم السمع والنُطق، ليقول: "أنا هو الكائن، أنا الألف والياء، أنا الكلمة والنور، أنا سيّد الكون وملِكه، وإبليس ليس إلّا خليقة بائسة وعاصية، مُضلِّلة وقاتلة". نراه يُسكّن العواصف ويمشي على المياه ليقول:"أنا سيّد العناصر والكون ولا شيء يعصى أوامري". نراه يُكثّر الخبز والسمك ليقول:"أنا الخبز الحيّ النازل من السماء. من يأكل من هذا الخبز يحيا الى الأبد، وهذا الخبز هو جسدي الذي يُبذل لأجل خلاص العالم". ونراه يُعطي هذا الخبز في العشاء السرّي وعلى الصليب:"خذوا كُلوا هذا هو جسدي ... خذوا اشربوا هذا هو دمي". نراه يغفر الخطايا ليُثبت أنّه هو الله. ويأمر المخلّع بأن يحمل سريره ويذهب الى بيته لكي يُثبت للناس أنّه سيّد الحياة وصانعها. ونراه يشفي البُرص ليقول أنّه هو شافي البشريّة من أمراضها وعزلتها وموتها وخطيئتها. نراه يشفي اليهود وغير اليهود ولا يقف عند أيّ حدود، لأنّ محبّته تشمل كلّ الشعوب والأمم. لقد حطّم كلّ الحواجز لأنّ المحبّة بلا حدود. نراه يُقيم الموتى لكي يبرهن أنّه هو سيّد الحياة والموت وبأنّ كلّ شيء بيده وهو ضابط الكلّ بيمينه. نراه يتنبأ عن كل شيء: عن مصيره ومصير تلاميذه، عن موته وقيامته، عن خراب اورشليم وهيكلها، وعن إرسال الروح القدس ومجيئه الثاني بالمجد... . نراه يُعطي السلطان لتلاميذه لكي يشفوا المرضى ويطردوا الشياطين ويُقيموا الموتى باسمه. ونراه يُجري أعظم آية بعد آلامه وموته على الصّليب، الا وهي قيامته من بين الأموات. فقيامته هي ختم الصدق على كلّ ما قال وعلّم. ولولا القيامة لكان اختفى كلّ شيء وانتهى، كما أعلن بولس الرسول:" لو لم يقم المسيح لكان ايمانكم باطل وتبشيرنا باطل". ولولا ظهور المسيح القائم من الموت لتلاميذه لمدة أربعين يومًا لتثبيتهم على الإيمان، ولإرسالهم الى العالم حاملين البشارة السّارة الى أقاصي الارض، لما بقي ذكر للمسيح ولما بقيت ديانة مسيحيّة على وجه الأرض. ولولا حلول الروح القدس على التلاميذ لكانوا ما زالوا مدفونين في قبور خوفهم. فهؤلاء البسطاء والجهّال والفقراء قد ردّوا العالم، وهذه هي أعجوبة من أعظم الآيات. إنّ كلّ الامبراطوريّات والممالك قد بُنيت على القوّة والعنف والسيف والحرب، ومصيرها الزوال؛ إلّا مملكة المسيح الّتي بُنيت على الإيمان والمحبّة، فمصيرها الخلود لأنّ المحبّة هي جوهر الله، وجوهر الله خالد لا يزول. وهذا هو مجد المسيحيّة: أنّها بُنيت على دماء شهدائها، وليس على دماء أعداءها. وهذا الدمّ كان وسيبقى بذار مؤمنيها الصادقين الأبرار على مدى الأيام. ولن يكون سيفٌ للمسيحيّة الا سيف المحبّة والإيمان حتى مُنتهى الدهور. |
أكاديميّة الإنجيلتعمل أكاديميّة الإنجيل على تعميق المعرفة وتعزيز الوعي لمواضيع مرتبطة بعيش الإنجيل بهدف التجدّد الرّوحيّ وتغيير السلوك المسيحيّ من خلال التّطبيق الفعّال والعمليّ، لهذه المعرفة المُكتسَبة، في الحياة اليوميّة. للمزيد إنضم الى قناتنا على يوتيوب اليوم. إضغط هناأرشيف
March 2025
Categories
All
|