الأحد الثالث من زمن العنصرة: الروح يعلّم
ميزة العهد الجديد إنّما هي حدث حلول الروح القدس، بصورة ثابتة، على الرسل والمبشّرين، والكنيسة الرسوليّة الأولى، وعلى جميع أولاد الكنيسة عبر الزمان والمكان إلى يومنا.
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 2 : 1 - 10
يوضح الرسول للمؤمنين سرًّا في تحقيق قصد الله الخلاصيّ، الذي يشمل كلّ الشعب اليهوديّ، وكلّ الشعوب الوثنيّة. وينهي بنشيد الإنسان الضعيف المنذهل أمام حكمة الله القدير غير المدرك في مقاصده وطرقه. والتطبيق على سرّ الله الثالوث الأحد، ودور كلّ من الأقانيم الإلهيّة في تاريخ خلاصنا، واضح جليّ، لأنَّ دور الآب ظاهر في العهد القديم، أَمَّا دور الابن والروح القدس فظاهر في الإنجيل والعهد الجديد.
1يا إِخْوَتِي، أَنَا، لَمَّا أَتَيْتُكُم لأُبَشِّرَكُم بِسِرِّ ٱلله، لَمْ آتِ بِبَرَاعَةِ الكَلاَمِ أَوِ الحِكْمَة؛ 2لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ لا أَعْرِفَ بَيْنَكُم شَيْئًا إِلاَّ يَسُوعَ المَسِيح، وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا! 3وقَدْ جِئْتُ إِلَيْكُم بِضُعْفٍ وَخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ شَدِيدَة. 4ولَمْ يَكُنْ كَلامِي وَتَبْشِيري بِكَلِمَاتِ الْحِكْمَةِ والإِقْنَاع، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالقُدْرَة، 5لِئَلاَّ يَكُونَ إِيْمَانُكُم قَائِمًا عَلى حِكْمَةِ النَّاس، بَلْ عَلى قُدْرَةِ الله. 6غَيْرَ أَنَّنَا نَنْطِقُ بِالحِكْمَةِ بَيْنَ الكَامِلين، ولكِنْ لا بِحِكْمَةِ هذَا الدَّهْر، ولا بِحِكْمَةِ رُؤَسَاءِ هذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ مَصِيرُهُم إِلى الزَّوَال. 7بَلْ نَنْطِقُ بِسِرِّ حِكْمَةِ اللهِ المَحْجُوبَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فَحَدَّدَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا. 8وهيَ الحِكْمَةُ الَّتي لَمْ يَعْرِفْهَا أَحَدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ هذَا الدَّهْر، لأَنَّهُم لَوْ عَرَفُوهَا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ المَجْد. 9ولكِنْ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «مَا لَمْ تَرَهُ عَيْن، ولَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُن، ولَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَر، قَدْ أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 10لكِنَّ اللهَ أَعْلَنَهُ لَنَا بِرُوحِهِ، لأَنَّ الرُّوحَ يَسْبُرُ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ ٱلله.
يوضح الرسول للمؤمنين سرًّا في تحقيق قصد الله الخلاصيّ، الذي يشمل كلّ الشعب اليهوديّ، وكلّ الشعوب الوثنيّة. وينهي بنشيد الإنسان الضعيف المنذهل أمام حكمة الله القدير غير المدرك في مقاصده وطرقه. والتطبيق على سرّ الله الثالوث الأحد، ودور كلّ من الأقانيم الإلهيّة في تاريخ خلاصنا، واضح جليّ، لأنَّ دور الآب ظاهر في العهد القديم، أَمَّا دور الابن والروح القدس فظاهر في الإنجيل والعهد الجديد.
1يا إِخْوَتِي، أَنَا، لَمَّا أَتَيْتُكُم لأُبَشِّرَكُم بِسِرِّ ٱلله، لَمْ آتِ بِبَرَاعَةِ الكَلاَمِ أَوِ الحِكْمَة؛ 2لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ لا أَعْرِفَ بَيْنَكُم شَيْئًا إِلاَّ يَسُوعَ المَسِيح، وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا! 3وقَدْ جِئْتُ إِلَيْكُم بِضُعْفٍ وَخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ شَدِيدَة. 4ولَمْ يَكُنْ كَلامِي وَتَبْشِيري بِكَلِمَاتِ الْحِكْمَةِ والإِقْنَاع، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالقُدْرَة، 5لِئَلاَّ يَكُونَ إِيْمَانُكُم قَائِمًا عَلى حِكْمَةِ النَّاس، بَلْ عَلى قُدْرَةِ الله. 6غَيْرَ أَنَّنَا نَنْطِقُ بِالحِكْمَةِ بَيْنَ الكَامِلين، ولكِنْ لا بِحِكْمَةِ هذَا الدَّهْر، ولا بِحِكْمَةِ رُؤَسَاءِ هذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ مَصِيرُهُم إِلى الزَّوَال. 7بَلْ نَنْطِقُ بِسِرِّ حِكْمَةِ اللهِ المَحْجُوبَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فَحَدَّدَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا. 8وهيَ الحِكْمَةُ الَّتي لَمْ يَعْرِفْهَا أَحَدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ هذَا الدَّهْر، لأَنَّهُم لَوْ عَرَفُوهَا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ المَجْد. 9ولكِنْ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «مَا لَمْ تَرَهُ عَيْن، ولَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُن، ولَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَر، قَدْ أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 10لكِنَّ اللهَ أَعْلَنَهُ لَنَا بِرُوحِهِ، لأَنَّ الرُّوحَ يَسْبُرُ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ ٱلله.
إنجيل القدّيس يوحنّا 14 : 21 - 27
في هذا المقطع من الإنجيل، تطالعنا كلمة يسوع الثانية من كلماته الخمس عن الروح القدس البرقليط، وكانت الأولى في إنجيل أحد العنصرة. يُجيب يسوع على سؤال تلميذه يهوذا بعبارتين كاملتين: في الأولى يشدّد على أن من يحفظ وصايا الآب يحلّ فيه الآب ويسوع معًا، فيجعلانه مسكنًا حيًّا وهيكلاً روحيًّا مقدَّسًا؛ وفي العبارة الثانية، يشدّد يسوع على حلول الروح القدس بين التلاميذ، محلّ يسوع، ليعلّمهم كلّ شيء، ويتابع تعليمه الذي بدأه معهم، ويذكّرهم بتعليمه السابق لهم، ويُفهمهم تدريجيًّا معنى اختبارهم الرسوليّ الفريد، الذي عاشوه مع يسوع، ويُدخلهم في سرّ يسوع الكامل.
21قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». 22قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟». 23أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً. 24مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي. 25كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم. 26لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم. 27أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ!
في هذا المقطع من الإنجيل، تطالعنا كلمة يسوع الثانية من كلماته الخمس عن الروح القدس البرقليط، وكانت الأولى في إنجيل أحد العنصرة. يُجيب يسوع على سؤال تلميذه يهوذا بعبارتين كاملتين: في الأولى يشدّد على أن من يحفظ وصايا الآب يحلّ فيه الآب ويسوع معًا، فيجعلانه مسكنًا حيًّا وهيكلاً روحيًّا مقدَّسًا؛ وفي العبارة الثانية، يشدّد يسوع على حلول الروح القدس بين التلاميذ، محلّ يسوع، ليعلّمهم كلّ شيء، ويتابع تعليمه الذي بدأه معهم، ويذكّرهم بتعليمه السابق لهم، ويُفهمهم تدريجيًّا معنى اختبارهم الرسوليّ الفريد، الذي عاشوه مع يسوع، ويُدخلهم في سرّ يسوع الكامل.
21قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». 22قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟». 23أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً. 24مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي. 25كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم. 26لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم. 27أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ!
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
إنجيل الأحد الثالث من زمن العنصرة، يوحنّا 14 : 21 – 27، هو جزء من خطبة يسوع الوداعيّة لتلاميذه. يشرح المُرسَل اللبناني الأب هاني شلالا آيات هذا الإنجيل ومن خلاله بعض صفات الروح القدس، ويجيب على عدد من الأسئلة من بينها:
ما الجديد في وَصِيّة المحبّة؟ ما دور الإيمان وسط التجارب والأخطار؟ كيف كشف يسوع طبيعته الإلهيّة؟ هل من رابط بين المحبّة وحفظ الوصايا وهبة الروح القدس؟ كيف أعلن يسوع عن وحدة الآب والابن؟...
ما الجديد في وَصِيّة المحبّة؟ ما دور الإيمان وسط التجارب والأخطار؟ كيف كشف يسوع طبيعته الإلهيّة؟ هل من رابط بين المحبّة وحفظ الوصايا وهبة الروح القدس؟ كيف أعلن يسوع عن وحدة الآب والابن؟...