تذكّرنا الكنيسة، في هذا الأحد، بشفاء المرأة المنزوفة المزمنة، وتعلّمنا أنّ الإيمان هو المدخل إلى الحياة المسيحيّة الحقّة: لقد آمنت تلك المصابة بنزف دم، طوال اثنتي عشرة سنة، فشُفيت من لمسِها لرداء يسوع، لأنّ قوّة عجيبة منه أعادت إليها العزم والحياة، فصارت مثال المؤمن الواثق من الخلاص.
القراءة من سفر العدد 15 :37 - 41
خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُرْهُمْ: أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَهْدَابًا على أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ مَدَى أَجْيَالِهِمْ، وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدْبِ الذَّيْلِ سِلكًا مِنْ البِرْفِير البَنَفْسَجّي. فَيَكُونُ ذلِك لَكُمْ هُدْبًا، فَتَرَوْنَه وَتَذْكُرُونَ جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ وَتَعْمَلُونَ بِهَا، وَلاَ تَتِيهونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ تَزْنُون وَرَاءَهَا، فَتَتَذَكَّرُوا وَتَعْمَلُوا بِجَمِيعِ وَصَايَايَ، وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لإِلهِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».
خَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُرْهُمْ: أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَهْدَابًا على أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ مَدَى أَجْيَالِهِمْ، وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدْبِ الذَّيْلِ سِلكًا مِنْ البِرْفِير البَنَفْسَجّي. فَيَكُونُ ذلِك لَكُمْ هُدْبًا، فَتَرَوْنَه وَتَذْكُرُونَ جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ وَتَعْمَلُونَ بِهَا، وَلاَ تَتِيهونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ تَزْنُون وَرَاءَهَا، فَتَتَذَكَّرُوا وَتَعْمَلُوا بِجَمِيعِ وَصَايَايَ، وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لإِلهِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 7 :4 - 11
تعبّر الرسالة عن فرح القدّيس بولس، وتعزيته الكبرى برجوع طيطس إليه، حاملاً معه أخبارًا سارّة من مؤمني قورنتس، وقد تابوا على أثر قراءتهم للرسالة القاسية التي سبق بولس فوجّهها إليهم، وفتحوا قلوبهم للنعمة، وعادوا إلى سابق عهدهم في علاقتهم الطبيعيّة ببولس، بعد أن كانوا منغلقين في عتمة كبريائهم وأنانيّتهم ورافضين لبولس وللإنجيل معًا. والتطبيق واضح على واقع تلك المنزوفة المنغلقة على ذاتها في بيتها، المنبوذة والمعتبرة نجسة وخاطئة، لا يحقّ لها مخالطة جماعة شعب الله! فكم كان فرحها عظيمًا عندما شفاها الربّ وأعلى إيمانها ومدحها أمام الجموع كلّها!
يا إخوَتِي، إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ ٱمْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ. فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل! لكِنَّ ٱللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس، لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا بِٱشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ٱزْدَدْتُ فَرَحًا. وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين، قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛ لأَنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا. فَٱنْظُرُوا حُزْنَكُم هذَا ٱلمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ ٱلٱجْتِهَاد، بَلْ مِنَ ٱلٱعْتِذَار، بَلْ مِنَ ٱلٱسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ ٱلخَوْف، بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق، بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة، بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هذَا الأَمْر.
تعبّر الرسالة عن فرح القدّيس بولس، وتعزيته الكبرى برجوع طيطس إليه، حاملاً معه أخبارًا سارّة من مؤمني قورنتس، وقد تابوا على أثر قراءتهم للرسالة القاسية التي سبق بولس فوجّهها إليهم، وفتحوا قلوبهم للنعمة، وعادوا إلى سابق عهدهم في علاقتهم الطبيعيّة ببولس، بعد أن كانوا منغلقين في عتمة كبريائهم وأنانيّتهم ورافضين لبولس وللإنجيل معًا. والتطبيق واضح على واقع تلك المنزوفة المنغلقة على ذاتها في بيتها، المنبوذة والمعتبرة نجسة وخاطئة، لا يحقّ لها مخالطة جماعة شعب الله! فكم كان فرحها عظيمًا عندما شفاها الربّ وأعلى إيمانها ومدحها أمام الجموع كلّها!
يا إخوَتِي، إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ ٱمْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ. فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل! لكِنَّ ٱللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس، لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا بِٱشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ٱزْدَدْتُ فَرَحًا. وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين، قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛ لأَنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا. فَٱنْظُرُوا حُزْنَكُم هذَا ٱلمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ ٱلٱجْتِهَاد، بَلْ مِنَ ٱلٱعْتِذَار، بَلْ مِنَ ٱلٱسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ ٱلخَوْف، بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق، بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة، بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هذَا الأَمْر.
إنجيل القدّيس لوقا 8 : 40 - 56
ربّما كان اختيار شفاء المنزوفة، هذا الأحد، بعد شفاء الأبرص، الأحد الماضي، مسنودًا إلى أنّ البرص في اللحم، والنزف في الدم، يُعتبران كلاهما في نظر الشريعة، مرضًا جسديًّا وروحيًّا معًا، ومُعديًا يحرّم صاحبهما من مخالطة الناس. وبهذا يكون كلاهما رمزًا للبشريّة الخاطئة والصائرة إلى الموت والهلاك. والجمع بين الشفاءين يُظهر أنّ ليسوع وحده السلطان المطلق على شفاء الإنسان، من لحم ودم، أيًّا كان مرضه! الشفاء يتمّ بلمسة من يسوع للأبرص، وبلمسة من المنزوفة لطرف رداء يسوع: وهذا إشارة إلى الأسرار المقدسة التي لها طابع ملموس، ولها أيضًا قوّة روحيّة خفيّة مطهِّرة ومقدِّسة.
لَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا. فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.
ربّما كان اختيار شفاء المنزوفة، هذا الأحد، بعد شفاء الأبرص، الأحد الماضي، مسنودًا إلى أنّ البرص في اللحم، والنزف في الدم، يُعتبران كلاهما في نظر الشريعة، مرضًا جسديًّا وروحيًّا معًا، ومُعديًا يحرّم صاحبهما من مخالطة الناس. وبهذا يكون كلاهما رمزًا للبشريّة الخاطئة والصائرة إلى الموت والهلاك. والجمع بين الشفاءين يُظهر أنّ ليسوع وحده السلطان المطلق على شفاء الإنسان، من لحم ودم، أيًّا كان مرضه! الشفاء يتمّ بلمسة من يسوع للأبرص، وبلمسة من المنزوفة لطرف رداء يسوع: وهذا إشارة إلى الأسرار المقدسة التي لها طابع ملموس، ولها أيضًا قوّة روحيّة خفيّة مطهِّرة ومقدِّسة.
لَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا. فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
ماذا تثبت الأعاجيب التي قام بها يسوع؟ كيف استعمل يسوع مقدرته وكيف ينعكس هذا على كيفيّة استعمالي لمواهبي؟ ما هو النزف الموجود في حياة كلٍّ منّا؟ هل يسوع قادر على ايقافه؟ ماذا يعلّمنا إنجيل شفاء المرأة النازفة؟ عن هذه الأسئلة وغيرها يُجيب الأب يونان عبيد، المُرسل اللبناني، في الحلقة الثالثة من سلسلة آحاد الصّوم. الأحد الثالث من زمن الصّوم، بحسب الطقس المارونيّ، هو أحد شفاء المرأة المنزوفة، إنجيل لوقا 8 : 40 - 56.
|
إِبراء منزوفة وإحياء ابنة يائيرُس؛ يتأمّل اليوم الأب هاني شلالا، المُرسل اللبناني، في هاتين المُعجزتين المُتداخلتين. يربط الأب شلالا بين الصبيّة المائتة وشعب إسرائيل الميت أيضاً وبين عمرها وعمره ويربط أيضاً بين المنزوفة والبشريّة. ويشرح رمزيّة الأماكن التي تمت فيها هذه المعجزات؛ ويتطرّق الى أعاجيب يسوع الأُخرى التي أقام فيها أشخاصاً من الموت؛ كما انّه يعرض ويشرح الكثير من الأفكار التي تحويها هاتان المُعجزتان.
|