يتفرّد هذا الأحد، بين آحاد الصوم كلّها، بأنّه لا يذكّرنا بأعجوبة ليسوع، بل بمثلٍ، هو مثل الابن الشاطر. هو ذروة الأسابيع الثلاثة الأولى من الصوم، التي تركّز على ممارسة التوبة بالصوم والسهر والصلاة وأعمال البرّ والصدقة، وهو منتصف الصوم الكبير في آنٍ معًا: فالله أبونا السماويّ لا يريد على الأرض سوى توبتنا إليه وخلاصنا الأبديّ معه!
سفر زكريّا 3 : 1 - 7
1أَرَانِي الربُّ يَشُوعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ واقِفًا أمامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ واقفًا عَنْ يَمِينِهِ لِيتَّهٍمَهُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «زَجَرَكَ: الرَّبُّ، يَا شَيْطَانُ، زَجَرَكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟». 3وَكَانَ يَشوعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَهو وَاقِفٌ أمَامَ الْمَلاَكِ. 4فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ أَمامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «أُنْظُرْ. إنّي قَدْ أَجَزتُ إِثْمَكَ عَنْكَ. فلْتلبَسْ ثِيَابًا فاخِرَة». 5وَقُلْتُ: «لِيُجعَلْ تاجٌ طَاهِرٌ عَلَى رَأْسِهِ». فَجَعَلُوا التاجَ الطَّاهِرَ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ الثِيَابَ. 6فَحذَّر مَلاَكُ الرَّبِّ يَشوعَ قَائِلًا: 7«هكَذَا قَالَ رَبُّ القُوَّاتِ: إِنْ سِرتَ فِي طُرُقِي وحَفِظْتَ أَحْكامِي، فَأَنْتَ أَيْضًا تَحكُمُ عَلى بَيْتِي، وَتُحَافِظُ عَلَى دِيَارِي، فَأُعْطِيكَ سَبيلًا إلى وَسَطِ أُولئِك الْوَاقِفِينَ هنا».
1أَرَانِي الربُّ يَشُوعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ واقِفًا أمامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ واقفًا عَنْ يَمِينِهِ لِيتَّهٍمَهُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «زَجَرَكَ: الرَّبُّ، يَا شَيْطَانُ، زَجَرَكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟». 3وَكَانَ يَشوعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَهو وَاقِفٌ أمَامَ الْمَلاَكِ. 4فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ أَمامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «أُنْظُرْ. إنّي قَدْ أَجَزتُ إِثْمَكَ عَنْكَ. فلْتلبَسْ ثِيَابًا فاخِرَة». 5وَقُلْتُ: «لِيُجعَلْ تاجٌ طَاهِرٌ عَلَى رَأْسِهِ». فَجَعَلُوا التاجَ الطَّاهِرَ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ الثِيَابَ. 6فَحذَّر مَلاَكُ الرَّبِّ يَشوعَ قَائِلًا: 7«هكَذَا قَالَ رَبُّ القُوَّاتِ: إِنْ سِرتَ فِي طُرُقِي وحَفِظْتَ أَحْكامِي، فَأَنْتَ أَيْضًا تَحكُمُ عَلى بَيْتِي، وَتُحَافِظُ عَلَى دِيَارِي، فَأُعْطِيكَ سَبيلًا إلى وَسَطِ أُولئِك الْوَاقِفِينَ هنا».
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 13 :5 - 13
في الرسالة يحرّض القدّيس بولس، المؤمنين على امتحان أنفسهم هل هم راسخون في الإيمان بيسوع المسيح، لئلاّ يكونوا مرفوضين غير مقبولين، راسبين في الامتحان! فالرسول بولس أشبه بالأب في مثل الابن الشاطر، لأنّه لا يريد سوى الخير لأبنائه المؤمنين، وخصوصًا في غيابه عنهم، لكي يعيشوا بمحبّة وسلام، ويسعوا إلى كمال المشاركة في نعمة الربّ يسوع، ومحبّة الله الآب، وشركة الروح القدس.
5يا إخوَتِي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! 6فأَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! 7ونُصَلِّي إِلى ٱللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! 8فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الحَقّ! 9أَجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. 10أَكْتُبُ هذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُّلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم. 11وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! 12سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. 13نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومَحَبَّةُ ٱلله، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين!
في الرسالة يحرّض القدّيس بولس، المؤمنين على امتحان أنفسهم هل هم راسخون في الإيمان بيسوع المسيح، لئلاّ يكونوا مرفوضين غير مقبولين، راسبين في الامتحان! فالرسول بولس أشبه بالأب في مثل الابن الشاطر، لأنّه لا يريد سوى الخير لأبنائه المؤمنين، وخصوصًا في غيابه عنهم، لكي يعيشوا بمحبّة وسلام، ويسعوا إلى كمال المشاركة في نعمة الربّ يسوع، ومحبّة الله الآب، وشركة الروح القدس.
5يا إخوَتِي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! 6فأَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! 7ونُصَلِّي إِلى ٱللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! 8فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الحَقّ! 9أَجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. 10أَكْتُبُ هذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُّلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم. 11وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! 12سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. 13نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومَحَبَّةُ ٱلله، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين!
إنجيل القدّيس لوقا 15 : 11 - 32
بعد مثل الخروف الضائع، ومثل الدرهم الضائع، يتفرّد لوقا بمثل الابن الضائع. والأمثلة الثلاثة هي ردُّ يسوع على تذمّر الفرّيسيّين والكتبة منه، لأنّه كان يقبل الخطأة ويأكل معهم. الابن الأصغر أخذ حصّته من ميراث أبيه وسافر إلى بلد بعيد، ليغيب عن نظر أبيه وأخيه... وهناك بدَّد كلَّ ماله وأمسى أجيرًا جائعًا منجَّسًا بين الخنازير... عاد إلى نفسه فاكتشف خطيئته فقرّر وعاد إلى أبيه نادمًا مستغفرًا. أعاد إليه أبوه بنوّته كاملة، وهذا هو معنى الحلّة الفاخرة، والخاتم، والحذاء، وذبح العجل المسمَّن. هكذا يعامل الله كلّ إنسان خاطئ يتوب! أمّا الابن الأكبر الذي رفض الدخول والمشاركة في فرحة الأب، فقد خرج إليه أبوه متوسّلاً إليه بالدخول، واستمع إلى جميع اعتراضاته على أخيه، ولكنّه أصرّ عليه بالدخول وقبول أخيه، وإلاّ فسوف يخسر بنوّته الحقيقيّة!! وهكذا يعامل الله كلّ إنسان يعتبر نفسه كالفرّيسيّين والكتبة، بارًّا أمام الله، ويرفض توبة أخيه الخاطئ!
11قَالَ الرَبُّ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. 12فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. 14وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. 15فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. 16وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. 17فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! 18أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. 19وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. 21فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا... 22فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، 23وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! 24لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. 25وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. 26فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. 29فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! 31فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. 32ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».
بعد مثل الخروف الضائع، ومثل الدرهم الضائع، يتفرّد لوقا بمثل الابن الضائع. والأمثلة الثلاثة هي ردُّ يسوع على تذمّر الفرّيسيّين والكتبة منه، لأنّه كان يقبل الخطأة ويأكل معهم. الابن الأصغر أخذ حصّته من ميراث أبيه وسافر إلى بلد بعيد، ليغيب عن نظر أبيه وأخيه... وهناك بدَّد كلَّ ماله وأمسى أجيرًا جائعًا منجَّسًا بين الخنازير... عاد إلى نفسه فاكتشف خطيئته فقرّر وعاد إلى أبيه نادمًا مستغفرًا. أعاد إليه أبوه بنوّته كاملة، وهذا هو معنى الحلّة الفاخرة، والخاتم، والحذاء، وذبح العجل المسمَّن. هكذا يعامل الله كلّ إنسان خاطئ يتوب! أمّا الابن الأكبر الذي رفض الدخول والمشاركة في فرحة الأب، فقد خرج إليه أبوه متوسّلاً إليه بالدخول، واستمع إلى جميع اعتراضاته على أخيه، ولكنّه أصرّ عليه بالدخول وقبول أخيه، وإلاّ فسوف يخسر بنوّته الحقيقيّة!! وهكذا يعامل الله كلّ إنسان يعتبر نفسه كالفرّيسيّين والكتبة، بارًّا أمام الله، ويرفض توبة أخيه الخاطئ!
11قَالَ الرَبُّ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. 12فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. 14وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. 15فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. 16وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. 17فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! 18أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. 19وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. 21فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا... 22فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، 23وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! 24لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. 25وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. 26فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. 29فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! 31فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. 32ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) والشروحات مأخوذة من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005).
يشرح المُرسَل اللبناني الأب هاني شلالا إنجيل الأحد الرابع من الصوم الكبير: أحد مثل الابن الشاطر، إنجيل لوقا 15 : 11 – 32.
00:00 مقدمة
00:20 يورد لوقا في الفصل 15 ثلاثة أمثال عن رحمة الله تجاه الخطأة، ما هي وماذا تُمثّل؟
01:29 ماذا تعني كلمة "شاطر"؟
04:18 الآيات 17 – أ20 ، ماذا يرسم لنا المشهد في هذه الآيات وما ارتباطها بسرّ التوبة؟ (4 نقاط)
05:34 الآيات ب20 – 24 ماذا تُظهر هذه الآيات؟
07:10 الآيات 25 – 32 شرح للفرق بين موقف ومنطق الأب وموقف ومنطق الابن الأكبر.
09:14 ماذا يريد أن يقول لنا يسوع من خلال هذا المثل؟
10:13 ما هي الأزمة الإلهيّة الإنسانيّة التي يضعنا المثل أمامها، وما هو أصلها؟
11:27 الأمثلة الثلاثة و"عيد" الخاطئين التائبين؟
12:43 ما هي الرذائل المُعشعِشة في حياة الإبنين وفي حياتنا؟
14:08 كيف انّ كلّ خطيئة هي خطيئة الى الله أولاً!
15:20 صلاة الختام
00:00 مقدمة
00:20 يورد لوقا في الفصل 15 ثلاثة أمثال عن رحمة الله تجاه الخطأة، ما هي وماذا تُمثّل؟
01:29 ماذا تعني كلمة "شاطر"؟
04:18 الآيات 17 – أ20 ، ماذا يرسم لنا المشهد في هذه الآيات وما ارتباطها بسرّ التوبة؟ (4 نقاط)
05:34 الآيات ب20 – 24 ماذا تُظهر هذه الآيات؟
07:10 الآيات 25 – 32 شرح للفرق بين موقف ومنطق الأب وموقف ومنطق الابن الأكبر.
09:14 ماذا يريد أن يقول لنا يسوع من خلال هذا المثل؟
10:13 ما هي الأزمة الإلهيّة الإنسانيّة التي يضعنا المثل أمامها، وما هو أصلها؟
11:27 الأمثلة الثلاثة و"عيد" الخاطئين التائبين؟
12:43 ما هي الرذائل المُعشعِشة في حياة الإبنين وفي حياتنا؟
14:08 كيف انّ كلّ خطيئة هي خطيئة الى الله أولاً!
15:20 صلاة الختام
يُعالج الأب هاني شلالا المُرسل اللبناني موضوع الحرّيّة في المفهوم المسيحيّ. ويُجيب على عدد من الأسئلة: ما معنى الحرّيّة المسيحيّة؟ لماذا منح الله الحرّيّة للإنسان؟ هل الإنسان مُخيّر أم مُسيّر؟ كيف يكون الإنسان الحرّ؟ ما علاقة الحرّيّة بالمحبّة؟ كيف تبدأ طريق الحرّيّة وكيف تكتمل؟ هل من أنواع للحرّيّة؟ وغيرها
|
ما الذي أوصل الابن الأصغرالى الفراغ؟ هل من الممكن ان تكون الصعوبات طريقاً الى الله؟ كيف يحوّلنا الاعتراف بخطايانا؟ هل نحبّ الله لمصالحنا الخاصّة؟ عن هذه الأسئلة وغيرها يُجيب الأب يونان عبيد، المُرسل اللبناني في الحلقة الرابعة من سلسلة آحاد الصّوم.
|