الأحد الثاني بعد الدِّنْح: إعتلان سرّ المسيح للرسل
إنّ دعوة التلاميذ الأوائل، ثمّ الرسل الاثني عشر، لَحَدثٌ هامّ جدًّا، في حياة يسوع العلنيّة ورسالته الخلاصيّة، لدى الإنجيليّين الأربعة، لكنّ الإنجيليّ يوحنّا يعطيها طابعًا خاصًّا ومميّزًا، إذ يذكر أنّ تلاميذ يسوع الأوائل كانوا تلاميذ المعمدان، وهكذا يكون المعمدان قد هيَّأ ليسوع بصورة مباشرة، لا بالشهادة والعماد فحسب، بل بدعوة تلاميذه إلى اتّباع يسوع: «عليه هو أن يزيد، وعليّ أنا أن أنقص».
القراءة: سفر إرميا 1 : 4 - 10
كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائلًا: «قَبْلَ أن أصَوَّركَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَ أن تخرجَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ وجَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلأمّم». فَقُلْتُ: «آهِ أيَها السَيِّدُ الرَّبُّ هاءنذا لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ». فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ فأَنَّكَ لكُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ لَهُ تَذْهَبُ وَكُلُّ مَا آمُرُكَ بِهِ تقول. لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ فإنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ»، يَقُولُ الرَّبُّ. ثمّ مَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «هَاءنذا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. أُنْظُرْ، إنّي أقمْتُكَ الْيَوْمَ عَلَى الأمّمِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ».
الرسالة: رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 4 : 5 – 15
يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح. ولكِنَّنَا نَحْمِلُ هذَا الكَنْزَ في آنِيَةٍ مِنْ خَزَف، لِيَظْهَرَ أَنَّ تِلْكَ القُدْرَةَ الفَائِقَةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ لا مِنَّا. يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ولكِنَّنَا لا نُسْحَق، نَحْتَارُ في أَمْرِنَا ولكِنَّنَا لا نَيْأَس، نُضْطَهَدُ ولكِنَّنَا لا نُهْمَل، نُنْبَذُ ولكِنَّنَا لا نَهْلِك، ونَحْمِلُ في جَسَدِنَا كُلَّ حِينٍ مَوْتَ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا؛ فَإِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسْلَمُ دَوْمًا إِلى المَوْت، مِنْ أَجْلِ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا المَائِت. فَالمَوْتُ يَعْمَلُ فينَا، والحَيَاةُ تَعْمَلُ فيكُم. ولكِنْ بِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ الإِيْمَانِ عَيْنَهُ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «آمَنْتُ، ولِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِن، ولِذلِكَ نَتَكَلَّم. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ذلِكَ الَّذي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوع، سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا مَعَ يَسُوع، وَيَجْعَلُنَا وإِيَّاكُم في حَضْرَتِهِ. فَكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنْ أَجْلِكُم، لِكَي تَكْثُرَ النِّعْمَة، فَيَفِيضَ الشُّكْرُ في قُلُوبِ الكَثِيرينَ لِمَجْدِ ٱلله.
شكَّ أناس من كنيسة قورنتس برسوليّة بولس ورسالته، لأنّه لم يتتلمذ ليسوع التاريخيّ كالرسل الاثني عشر. فاضطُرَّ الرسول أن يدافع بكلّ قواه، مُثبتًا رسالته وخدمته ومواظبته على العمل بدون ملل، مؤكّدًا أن لا شيء، حتّى ولا الموت نفسه، يستطيع أن يثنيه عن التجدّد في المسيح، كلّ يوم. ويُعيد فَضْل خدمته الرسوليّة، لا إلى كفاءته البشريّة، بل إلى حضور الله الفاعل فيه، وإشراق نور معرفة مجد الله له في وجه المسيح يسوع. ويصوّر لنا حقيقة واقع الرسول بصفات مترادفة ومتناقضة: فرسالته ضيق وسَحْق، واضطهاد وموت مع المسيح المصلوب المائت، ومجد وحياة أبديّة مع الربّ الحيّ القائم. وهذا يُطبَّق على جميع الرسل الباقين.
الإنجيل: إنجيل القدّيس يوحنّا 1 : 35 - 42
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله». وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟». قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح». وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».
شهادة المعمدان ليسوع أمام تلاميذه هي دعوة منه لهم ليتبعوا يسوع. واتّباع يسوع هو اختبار شخصيّ، لا يذوقه إلاّ من يلحق بيسوع إلى حيث هو مُقيم، فيُقيم عنده، ويراه ويسمعه، ويُعلن له يسوعُ سرَّه، وحينئذ يروح بدوره يشهد ليسوع، ويجذب إليه مؤمنين جُدُدًا وتلاميذ. وهكذا فدعوة أندراوس ويوحنّا تبقى مثالاً للدعوة المسيحيّة. إنّ كنيسة العهد الجديد قائمة على هؤلاء الرسل الاثني عشر، كما قامت جماعة العهد القديم على أولاد يعقوب الاثني عشر.
كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائلًا: «قَبْلَ أن أصَوَّركَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَ أن تخرجَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ وجَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلأمّم». فَقُلْتُ: «آهِ أيَها السَيِّدُ الرَّبُّ هاءنذا لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ». فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ فأَنَّكَ لكُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ لَهُ تَذْهَبُ وَكُلُّ مَا آمُرُكَ بِهِ تقول. لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ فإنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ»، يَقُولُ الرَّبُّ. ثمّ مَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «هَاءنذا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. أُنْظُرْ، إنّي أقمْتُكَ الْيَوْمَ عَلَى الأمّمِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ».
الرسالة: رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 4 : 5 – 15
يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح. ولكِنَّنَا نَحْمِلُ هذَا الكَنْزَ في آنِيَةٍ مِنْ خَزَف، لِيَظْهَرَ أَنَّ تِلْكَ القُدْرَةَ الفَائِقَةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ لا مِنَّا. يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ولكِنَّنَا لا نُسْحَق، نَحْتَارُ في أَمْرِنَا ولكِنَّنَا لا نَيْأَس، نُضْطَهَدُ ولكِنَّنَا لا نُهْمَل، نُنْبَذُ ولكِنَّنَا لا نَهْلِك، ونَحْمِلُ في جَسَدِنَا كُلَّ حِينٍ مَوْتَ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا؛ فَإِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسْلَمُ دَوْمًا إِلى المَوْت، مِنْ أَجْلِ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا المَائِت. فَالمَوْتُ يَعْمَلُ فينَا، والحَيَاةُ تَعْمَلُ فيكُم. ولكِنْ بِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ الإِيْمَانِ عَيْنَهُ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «آمَنْتُ، ولِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِن، ولِذلِكَ نَتَكَلَّم. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ذلِكَ الَّذي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوع، سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا مَعَ يَسُوع، وَيَجْعَلُنَا وإِيَّاكُم في حَضْرَتِهِ. فَكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنْ أَجْلِكُم، لِكَي تَكْثُرَ النِّعْمَة، فَيَفِيضَ الشُّكْرُ في قُلُوبِ الكَثِيرينَ لِمَجْدِ ٱلله.
شكَّ أناس من كنيسة قورنتس برسوليّة بولس ورسالته، لأنّه لم يتتلمذ ليسوع التاريخيّ كالرسل الاثني عشر. فاضطُرَّ الرسول أن يدافع بكلّ قواه، مُثبتًا رسالته وخدمته ومواظبته على العمل بدون ملل، مؤكّدًا أن لا شيء، حتّى ولا الموت نفسه، يستطيع أن يثنيه عن التجدّد في المسيح، كلّ يوم. ويُعيد فَضْل خدمته الرسوليّة، لا إلى كفاءته البشريّة، بل إلى حضور الله الفاعل فيه، وإشراق نور معرفة مجد الله له في وجه المسيح يسوع. ويصوّر لنا حقيقة واقع الرسول بصفات مترادفة ومتناقضة: فرسالته ضيق وسَحْق، واضطهاد وموت مع المسيح المصلوب المائت، ومجد وحياة أبديّة مع الربّ الحيّ القائم. وهذا يُطبَّق على جميع الرسل الباقين.
الإنجيل: إنجيل القدّيس يوحنّا 1 : 35 - 42
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله». وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟». قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح». وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».
شهادة المعمدان ليسوع أمام تلاميذه هي دعوة منه لهم ليتبعوا يسوع. واتّباع يسوع هو اختبار شخصيّ، لا يذوقه إلاّ من يلحق بيسوع إلى حيث هو مُقيم، فيُقيم عنده، ويراه ويسمعه، ويُعلن له يسوعُ سرَّه، وحينئذ يروح بدوره يشهد ليسوع، ويجذب إليه مؤمنين جُدُدًا وتلاميذ. وهكذا فدعوة أندراوس ويوحنّا تبقى مثالاً للدعوة المسيحيّة. إنّ كنيسة العهد الجديد قائمة على هؤلاء الرسل الاثني عشر، كما قامت جماعة العهد القديم على أولاد يعقوب الاثني عشر.