عيد الدِّنْـــــح (الغطاس)
الدِنْح كلمة سريانيّة، تعني الظهور والإشراق والاعتلان، تعبّر عن المعنى اللاهوتيّ الحقيقيّ لعيد الغطاس، عيد اعتماد الربّ يسوع في الأردنّ من يوحنّا المعمدان، وبدء ظهوره للعالم، وعيد اعتلان سرّ الثالوث الأقدس، وفيض الروح القدس، ومثال العماد المسيحيّ، والعبور من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان، وعيد عرس المسيح والكنيسة، وعيد النور والفرح والحبور للناس أجمعين.
القراءة: سفر حزقيال 36 : 22 - 28
هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا فَاعِلٌ، يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلْ لأَجْلِ ٱسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي دَنَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ التِّي دَخَلْتُم بَيْنَها. فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ الْذّي دُنِّسَ فِي الأُمَمِ الَّتِي دَنَّسْتُمُوهُ فِيما بَينها، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ على عُيُونِها. وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا، فَتَطْهَرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ، وَأُطَهِّرُكُمْ مِنْ جمِيع قَذارتِكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا وَأَجْعَلُ فِي أحشَائِكُم رُوحًا جَدِيدًا وَأَنْزِعُ مِنْ لَحْمِكُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ، وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا من لَحْمٍ، وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي أَحْشِائِكُم وَأَجْعَلُكُمْ تَسِيرُونَ على فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. وَتَسْكُنُونَ في الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُها لآبَائِكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهًا».
الرسالة: رسالة القدّيس بولس إلى طيطس 2 : 11 – 15 و 3 : 1 – 7
يا إخوَتِي، إِنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس، وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة. تَكَلَّمْ بِهذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولكِنْ لمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ المِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ المَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة.
تضمّ مقطعين هامَّين، في علاقة مباشرة بسرّ العماد المقدّس: الأوّل مقطع لاهوتيّ، تدلّ مفرداته وأسلوبه أنّه بقيّة من صورة اعتراف بالإيمان المسيحيّ، والتزام به، في إطار ليتورجيّ عماديّ: فهو فعل إيمان بظهور محبّة الله المخلّصة الشاملة في التاريخ؛ والتزام بعيش جديد بعيد عن كلّ كفر وشهوة عالميّة؛ وإيمان بظهور الربّ الممجّد وانتظار رجائه السعيد؛ وانضمام إلى الكنيسة، شعب الله الجديد الذي بذل يسوع نفسه عنه؛ والثاني خلاصة تعليم مسيحيّ كاملة، في إطار عماديّ، مألوفة في الكنيسة الأولى: تذكّر المعمَّدين بماضيهم الخاطئ؛ ثمّ تشدّد على محبّة الله المجّانيّة المطلقة؛ وتركّز بوضوح على عمل الثالوث الأقدس في تاريخ الخلاص؛ وتفسّر سرّ العماد المقدّس أنّه غسل وولادة جديدة، وتثبّت المؤمنين على نعمة التبرير بالعماد، التي تؤهّلهم لميراث الحياة الأبديّة.
الإنجيل: إنجيل القدّيس لوقا 3 : 15 - 22
فيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».
الإنجيليّون الأربعة يعتبرون عماد ربّنا من يوحنّا نقطة الانطلاق في حياته العلنيّة الخلاصيّة، وبدء الإنجيل: أوّلاً بشهادة المعمدان له، وقد خصّه الله منه بوحي فريد حول سرّ المسيح يسوع؛ ثانيًا بانفتاح السماء فوقه، بعد صمت طويل، وبدء عهد جديد بين السماء والأرض، في شخص يسوع المعتمد، وصفته رأس البشريّة جمعاء، وهذا يُثبته لوقا بربط اعتماد يسوع باعتماد الشعب كلّه؛ ثالثًا بنزول الروح القدس عليه فيَسِمُه بطابع المُلكيّة والنبوّة والحبريّة، ويشدّد لوقا على واقعيّة الروح إذ يقول: «في صورة جسديّة مثل حمامة»؛ رابعًا بصوت الآب عنه: «أنت هو ابني الحبيب، بك رَضيت»، وهذا استشهاد من نشيد عبد يهوه المتألّم في آشعيا، يربط عماد الربّ بآلامه وموته وقيامته، ويُعطي لعيد الدنح طابع عيد القيامة.
هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا فَاعِلٌ، يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلْ لأَجْلِ ٱسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي دَنَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ التِّي دَخَلْتُم بَيْنَها. فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ الْذّي دُنِّسَ فِي الأُمَمِ الَّتِي دَنَّسْتُمُوهُ فِيما بَينها، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكُمْ على عُيُونِها. وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ. وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا، فَتَطْهَرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ، وَأُطَهِّرُكُمْ مِنْ جمِيع قَذارتِكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا وَأَجْعَلُ فِي أحشَائِكُم رُوحًا جَدِيدًا وَأَنْزِعُ مِنْ لَحْمِكُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ، وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا من لَحْمٍ، وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي أَحْشِائِكُم وَأَجْعَلُكُمْ تَسِيرُونَ على فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. وَتَسْكُنُونَ في الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُها لآبَائِكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهًا».
الرسالة: رسالة القدّيس بولس إلى طيطس 2 : 11 – 15 و 3 : 1 – 7
يا إخوَتِي، إِنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس، وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة. تَكَلَّمْ بِهذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولكِنْ لمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ المِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ المَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة.
تضمّ مقطعين هامَّين، في علاقة مباشرة بسرّ العماد المقدّس: الأوّل مقطع لاهوتيّ، تدلّ مفرداته وأسلوبه أنّه بقيّة من صورة اعتراف بالإيمان المسيحيّ، والتزام به، في إطار ليتورجيّ عماديّ: فهو فعل إيمان بظهور محبّة الله المخلّصة الشاملة في التاريخ؛ والتزام بعيش جديد بعيد عن كلّ كفر وشهوة عالميّة؛ وإيمان بظهور الربّ الممجّد وانتظار رجائه السعيد؛ وانضمام إلى الكنيسة، شعب الله الجديد الذي بذل يسوع نفسه عنه؛ والثاني خلاصة تعليم مسيحيّ كاملة، في إطار عماديّ، مألوفة في الكنيسة الأولى: تذكّر المعمَّدين بماضيهم الخاطئ؛ ثمّ تشدّد على محبّة الله المجّانيّة المطلقة؛ وتركّز بوضوح على عمل الثالوث الأقدس في تاريخ الخلاص؛ وتفسّر سرّ العماد المقدّس أنّه غسل وولادة جديدة، وتثبّت المؤمنين على نعمة التبرير بالعماد، التي تؤهّلهم لميراث الحياة الأبديّة.
الإنجيل: إنجيل القدّيس لوقا 3 : 15 - 22
فيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».
الإنجيليّون الأربعة يعتبرون عماد ربّنا من يوحنّا نقطة الانطلاق في حياته العلنيّة الخلاصيّة، وبدء الإنجيل: أوّلاً بشهادة المعمدان له، وقد خصّه الله منه بوحي فريد حول سرّ المسيح يسوع؛ ثانيًا بانفتاح السماء فوقه، بعد صمت طويل، وبدء عهد جديد بين السماء والأرض، في شخص يسوع المعتمد، وصفته رأس البشريّة جمعاء، وهذا يُثبته لوقا بربط اعتماد يسوع باعتماد الشعب كلّه؛ ثالثًا بنزول الروح القدس عليه فيَسِمُه بطابع المُلكيّة والنبوّة والحبريّة، ويشدّد لوقا على واقعيّة الروح إذ يقول: «في صورة جسديّة مثل حمامة»؛ رابعًا بصوت الآب عنه: «أنت هو ابني الحبيب، بك رَضيت»، وهذا استشهاد من نشيد عبد يهوه المتألّم في آشعيا، يربط عماد الربّ بآلامه وموته وقيامته، ويُعطي لعيد الدنح طابع عيد القيامة.