أحد تذكار الأبرار والصدّيقين
بعد تذكار الموتى الأحبار والكهنة، تذكر الكنيسة الموتى الأبرار والصدّيقين، وهم أبناء الكنيسة وفخرها، لأنّهم جسّدوا في حياتهم الملكوت بأبهى صورة، ولذا تعطيهم مِثالاً حيًّا للمؤمنين، وشُفعاء، وهم مريم والدة الإله، والأنبياء والرسل والشهداء، والمعترفون والأبرار والصدّيقون، والقدّيسون والمُختارون بنو اليمين، جموع لا تُحصى ممّن تقدّسوا في مدار حبّ وجهاد في سبيل يسوع الربّ الفادي.
القراءة: سفر الحكمة 5 : 1 . 3 -6 . 8 . 15 - 16
حينَئِذٍ يَقومُ البارُّ بِجُرأَةٍ عَظيمة في وُجوهِ الَّذينَ ضايَقوه واحتَقَروا أَتْعابَه. فيَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ نادِمين ونائحينَ مِن ضيقِ صُدورِهم: «هُوَذا الَّذي كُنَّا حينًا نَجعَلُه ضُحكَةً ومَوضوعَ تَهَكُّمٍ نَحنُ الأَغْبِياء! لقَد حَسِبْنا حياتَه جُنونًا وآخِرَتَه عارًا. فكَيفَ أَصبَحَ في عِدادِ بَني الله وصارَ نَصيبُه مع القِدِّيسين؟ لقَد ضَلَلْنا عن طَريقِ الحَقّ ولم يُضِئْ لَنا نورُ البِرّ. فماذا نَفَعَتْنا الكِبْرِياء؟ وماذا أَفادَنا الغِنى الَّذي كُنَّا نَفتَخِرُ بِه؟ أَمَّا الأَبْرارُ فسيَحيَونَ لِلأَبَد وعِندَ الرَّبِّ ثَوابُهم ولَهم عِنايةٌ مِن لَدُنِ العَلِيّ. فلِذٰلكَ سيَنالونَ إِكْليلَ البَهاء وتاجَ الجَمالِ مِن يَدِ الرَّبّ لِأَنَّه بِيَمينِه يَحْميهِم وبِذِراعِه يَستُرُهم.
الرسالة إلى العبرانيّين 12 : 18 – 25
يا إخوَتِي، إِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة، وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛ لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!». وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!». بَلِ ٱقْتَرَبْتُم إِلى جَبَلِ صِهْيُون، وإِلى مَدِينَةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَلِيمَ السَّماوِيَّة، وإِلى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ منَ المَلائِكَة، وإِلى عِيدٍ حَافِل، وإِلى كَنِيسَةِ الأَبْكَارِ المَكْتُوبِينَ في السَّمَاوَات، وإِلى اللهِ ديَّانِ الجَمِيع، وإِلى أَرْواحِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ بَلَغُوا الكَمَال، وإِلى وَسِيطِ العَهْدِ الجَدِيد، يَسُوع، وإِلى دَمِ رَشٍّ يَنْطِقُ بكَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ دَمِ هَابِيل!
تختصر هذه الرسالة تاريخ الخلاص في مرحلتين: مرحلة العهد القديم، على جبل سيناء، في جوّ كونيّ، بخوف ورعدة، وبُعد وفصل عن الله، مع وسيط خائف ومرتعد هو موسى، وشعب ضعيف لا يحتمل أمر الله؛ ومرحلة العهد الجديد، على جبل أورشليم السماويّة الجديدة، في جوّ شعبيّ، بحفل عيد، ومشاركة روحيّة شخصيّة وجماعيّة، مع وسيط جديد، هو يسوع، يجمع المؤمنين ويوحّدهم بالله بدم أفضل من دم هابيل البار، أوّل شاهد وشهيد للإيمان، غلب الموت بشهادته المؤمنة، التي لا تزال ثابتة حيّة بعد موته إلى الأبد. والتطبيق على الموتى الأبرار والصدّيقين واضح في النصّ مباشر، لأنّه يذكر «كنيسة الأبكار المكتوبين في السماء»، وهي تشمل جميع المؤمنين المخلَّصين بدم المسيح يسوع على الأرض وفي السماء، أبناء الكنيسة المثاليّة الجامعة، الأحياء والأموات بنوع أخصّ.
الإنجيل: إنجيل القدّيس متّى 25 : 31 - 46
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».
إنّه وصف نَبَويّ ليوم الدينونة، خاصّ بِمتَّى. به تبلغ خطبة النهايات ذروتها. المسيح هو الراعي والملك الديّان، يجلس على عرش مجده، ويدين جميع الناس على ما قاموا به من أعمال رحمة أو لم يقوموا، لأنّ كلّ ما يعمله الإنسان لأيّ محتاج فليسوع نفسه هو يعمله! فالدينونة تُثبت ما يعمله الناس في هذا الزمن الحاضر، وتزرع الأبديّة في قلب الزمن، فتحوّل كلّ المبادرات البشريّة، مهما كانت زهيدة، مثل تقديم كأس ماء أو رفضه، إلى تاريخ حاسم واختيار أبديّ! والقاعدة المطلوبة لفرز الناس تقوم على المبادرات الإنسانيّة الستّ: إطعام الجائع، وإرواء العطشان، وإيواء الغريب، وإكساء العريان، وافتقاد المريض والسجين. وبموقفنا تجاهها يتعلّق حكم دينونتنا، واستحقاقنا للاختلاط بجموع الأبرار والصدّيقين.
حينَئِذٍ يَقومُ البارُّ بِجُرأَةٍ عَظيمة في وُجوهِ الَّذينَ ضايَقوه واحتَقَروا أَتْعابَه. فيَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ نادِمين ونائحينَ مِن ضيقِ صُدورِهم: «هُوَذا الَّذي كُنَّا حينًا نَجعَلُه ضُحكَةً ومَوضوعَ تَهَكُّمٍ نَحنُ الأَغْبِياء! لقَد حَسِبْنا حياتَه جُنونًا وآخِرَتَه عارًا. فكَيفَ أَصبَحَ في عِدادِ بَني الله وصارَ نَصيبُه مع القِدِّيسين؟ لقَد ضَلَلْنا عن طَريقِ الحَقّ ولم يُضِئْ لَنا نورُ البِرّ. فماذا نَفَعَتْنا الكِبْرِياء؟ وماذا أَفادَنا الغِنى الَّذي كُنَّا نَفتَخِرُ بِه؟ أَمَّا الأَبْرارُ فسيَحيَونَ لِلأَبَد وعِندَ الرَّبِّ ثَوابُهم ولَهم عِنايةٌ مِن لَدُنِ العَلِيّ. فلِذٰلكَ سيَنالونَ إِكْليلَ البَهاء وتاجَ الجَمالِ مِن يَدِ الرَّبّ لِأَنَّه بِيَمينِه يَحْميهِم وبِذِراعِه يَستُرُهم.
الرسالة إلى العبرانيّين 12 : 18 – 25
يا إخوَتِي، إِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة، وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛ لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!». وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!». بَلِ ٱقْتَرَبْتُم إِلى جَبَلِ صِهْيُون، وإِلى مَدِينَةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَلِيمَ السَّماوِيَّة، وإِلى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ منَ المَلائِكَة، وإِلى عِيدٍ حَافِل، وإِلى كَنِيسَةِ الأَبْكَارِ المَكْتُوبِينَ في السَّمَاوَات، وإِلى اللهِ ديَّانِ الجَمِيع، وإِلى أَرْواحِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ بَلَغُوا الكَمَال، وإِلى وَسِيطِ العَهْدِ الجَدِيد، يَسُوع، وإِلى دَمِ رَشٍّ يَنْطِقُ بكَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ دَمِ هَابِيل!
تختصر هذه الرسالة تاريخ الخلاص في مرحلتين: مرحلة العهد القديم، على جبل سيناء، في جوّ كونيّ، بخوف ورعدة، وبُعد وفصل عن الله، مع وسيط خائف ومرتعد هو موسى، وشعب ضعيف لا يحتمل أمر الله؛ ومرحلة العهد الجديد، على جبل أورشليم السماويّة الجديدة، في جوّ شعبيّ، بحفل عيد، ومشاركة روحيّة شخصيّة وجماعيّة، مع وسيط جديد، هو يسوع، يجمع المؤمنين ويوحّدهم بالله بدم أفضل من دم هابيل البار، أوّل شاهد وشهيد للإيمان، غلب الموت بشهادته المؤمنة، التي لا تزال ثابتة حيّة بعد موته إلى الأبد. والتطبيق على الموتى الأبرار والصدّيقين واضح في النصّ مباشر، لأنّه يذكر «كنيسة الأبكار المكتوبين في السماء»، وهي تشمل جميع المؤمنين المخلَّصين بدم المسيح يسوع على الأرض وفي السماء، أبناء الكنيسة المثاليّة الجامعة، الأحياء والأموات بنوع أخصّ.
الإنجيل: إنجيل القدّيس متّى 25 : 31 - 46
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».
إنّه وصف نَبَويّ ليوم الدينونة، خاصّ بِمتَّى. به تبلغ خطبة النهايات ذروتها. المسيح هو الراعي والملك الديّان، يجلس على عرش مجده، ويدين جميع الناس على ما قاموا به من أعمال رحمة أو لم يقوموا، لأنّ كلّ ما يعمله الإنسان لأيّ محتاج فليسوع نفسه هو يعمله! فالدينونة تُثبت ما يعمله الناس في هذا الزمن الحاضر، وتزرع الأبديّة في قلب الزمن، فتحوّل كلّ المبادرات البشريّة، مهما كانت زهيدة، مثل تقديم كأس ماء أو رفضه، إلى تاريخ حاسم واختيار أبديّ! والقاعدة المطلوبة لفرز الناس تقوم على المبادرات الإنسانيّة الستّ: إطعام الجائع، وإرواء العطشان، وإيواء الغريب، وإكساء العريان، وافتقاد المريض والسجين. وبموقفنا تجاهها يتعلّق حكم دينونتنا، واستحقاقنا للاختلاط بجموع الأبرار والصدّيقين.