مار يوسف «ولمّا قام يوسف من النوم، عمل بما أَمَرَهُ ملاكُ الربّ» (متّى 1:15) هو أَعظم قدّيسٍ بعد مريم العذراء.
إِعتُبر بحقٍّ أبا يسوع المسيح ومربّيه. إِتَّخذه اللّهُ أبًا لابنه الوحيد، وخطّيبًا لمريم العذراء ومحاميًا عنهما. فعل كما أمره الربّ طوال حياته. حافظ على بتوليّته. هرب إلى مصر لينقذ يسوع من يد هيرودس ثمّ عاد وعاش مع أُسرته الصغيرة في الناصرة. عمل في النجارة وعلّم الابن الإلهيّ هذه المهنة الشريفة فدُعي شفيع العمّال. وقف حياته لمريم وابنها الوحيد واعتنى بأمرهما، فاعتبر بحقٍّ شفيع العائلة المسيحيّة وشفيع الكنيسة الكاثوليكيّة. مات بين يدي يسوع ومريم بعد حياةٍ فاضلة، فصار شفيع الميتة الصالحة. |
قراءات العيد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 3 : 1 - 13
يركّز الرسول في كلامه على أمرين: الأوّل هو اعتلان سرّ تدبير نعمة الله في يسوع المسيح، له، كما أُعلِنَ للرسل والأنبياء؛ والثاني هو دور بولس الشخصيّ في التبشير بهذا السرّ وإعلانه بين الأمم. والسرّ هو قصد الله الأزليّ، وتصميمه الخلاصيّ للبشر أجمعين، وقد كان خفيًّا في قلب الله منذ الدهور، حتّى ظهر في شخص يسوع المسيح. وجوهر هذا السرّ إنّما هو دعوة الشعوب الوثنيّة جميعها إلى الخلاص، بالمصالحة مع شعب التوراة، والاتّحاد في جسد سريّ واحد هو الكنيسة. وتقليدنا الليتورجيّ يطبّق كلام الرسول بولس على يوسف البارّ، خطّيب مريم العذراء، الذي بيّن له الله سرّ حبل مريم العذراء، من الروح القدس، وأعطاه دورًا شخصيًّا مميّزًا في تبنّي الطفل المولود منها، وفهمًا فريدًا لسرّه الخلاصيّ، كما ورد في الإنجيل.
1 أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم... 2 إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، 3 وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، 4 حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح، 5 هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، 6 وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، 7 ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ 8 لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، 9 وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، 10 لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، 11 بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، 12 الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. 13 لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!
يركّز الرسول في كلامه على أمرين: الأوّل هو اعتلان سرّ تدبير نعمة الله في يسوع المسيح، له، كما أُعلِنَ للرسل والأنبياء؛ والثاني هو دور بولس الشخصيّ في التبشير بهذا السرّ وإعلانه بين الأمم. والسرّ هو قصد الله الأزليّ، وتصميمه الخلاصيّ للبشر أجمعين، وقد كان خفيًّا في قلب الله منذ الدهور، حتّى ظهر في شخص يسوع المسيح. وجوهر هذا السرّ إنّما هو دعوة الشعوب الوثنيّة جميعها إلى الخلاص، بالمصالحة مع شعب التوراة، والاتّحاد في جسد سريّ واحد هو الكنيسة. وتقليدنا الليتورجيّ يطبّق كلام الرسول بولس على يوسف البارّ، خطّيب مريم العذراء، الذي بيّن له الله سرّ حبل مريم العذراء، من الروح القدس، وأعطاه دورًا شخصيًّا مميّزًا في تبنّي الطفل المولود منها، وفهمًا فريدًا لسرّه الخلاصيّ، كما ورد في الإنجيل.
1 أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم... 2 إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، 3 وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، 4 حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح، 5 هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، 6 وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، 7 ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ 8 لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، 9 وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، 10 لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، 11 بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، 12 الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. 13 لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!
إنجيل القدّيس متّى 1 : 18 - 25
هذا البيان ليوسف في متّى يكمّل البشارة للعذراء في لوقا. كانت مريم المخطوبة ليوسف لا تزال في بيتها الوالديّ، حين بشّرها الملاك بالمولود الإلهيّ. وذهبت مسرعة تزور نسيبتها إليصابات، ومكثت عندها نحو ثلاثة أشهر، ثمّ عادت إلى الناصرة، وقد بان حَمْلُها البتوليّ، ويوسف لا يعلم بسرّها. فلم يشأ أن يظنّ فيها سوءًا، ولا أن يشكوها، وحال أيضًا برُّه دون اتّخاذها إلى بيته زوجة، واتّخاذ ابنها ابنًا، فلم يبقَ له حلّ آخر سوى الطلاق، وأراده طلاقًا في السرّ دون ضجّة وتشهير، مع أنّ الشريعة تقضي أن يتمّ بكتاب رسميّ. ولكن ما إِنْ فكّر في هذا حتّى سارع الله فبيّن له السرّ مُثبتًا له بتولية مريم، وراغبًا إليه أن يكون أبا يسوع الشرعيّ، ويعطيه اسمًا، فينتسب يسوع هكذا بواسطته إلى الملك داود، لأنّ يوسف كان من بيت داود وعشيرته. وفي هذا كلّه يتّفق الإنجيليّان متى ولوقا.
18 أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 19 ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. 20 ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 21 وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». 22 وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: 23 هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. 24 ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. 25 ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.
هذا البيان ليوسف في متّى يكمّل البشارة للعذراء في لوقا. كانت مريم المخطوبة ليوسف لا تزال في بيتها الوالديّ، حين بشّرها الملاك بالمولود الإلهيّ. وذهبت مسرعة تزور نسيبتها إليصابات، ومكثت عندها نحو ثلاثة أشهر، ثمّ عادت إلى الناصرة، وقد بان حَمْلُها البتوليّ، ويوسف لا يعلم بسرّها. فلم يشأ أن يظنّ فيها سوءًا، ولا أن يشكوها، وحال أيضًا برُّه دون اتّخاذها إلى بيته زوجة، واتّخاذ ابنها ابنًا، فلم يبقَ له حلّ آخر سوى الطلاق، وأراده طلاقًا في السرّ دون ضجّة وتشهير، مع أنّ الشريعة تقضي أن يتمّ بكتاب رسميّ. ولكن ما إِنْ فكّر في هذا حتّى سارع الله فبيّن له السرّ مُثبتًا له بتولية مريم، وراغبًا إليه أن يكون أبا يسوع الشرعيّ، ويعطيه اسمًا، فينتسب يسوع هكذا بواسطته إلى الملك داود، لأنّ يوسف كان من بيت داود وعشيرته. وفي هذا كلّه يتّفق الإنجيليّان متى ولوقا.
18 أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 19 ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. 20 ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 21 وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». 22 وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: 23 هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. 24 ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. 25 ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.
قداسة البابا فرنسيس
المقابلة العامة تعليم في القدّيس يوسف
الأربعاء 16 شباط/فبراير 2022
القدّيس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!
نختتم اليوم سلسلة التّعليم المسيحي في شخصية القدّيس يوسف. هذه التّعاليم هي مكملة للرسالة الرّسولية “بقلب أبوي“ Patris corde، التي كُتبت في مناسبة الذكرى المئة والخمسين لإعلان القديس يوسف شفيعًا للكنيسة الجامعة، من قبل الطوباوي بيوس التاسع. لكن ماذا يعني هذا اللقب؟ وماذا يعني أنّ القدّيس يوسف هو “شفيع الكنيسة“؟ في هذا أودّ اليوم أن أتأمّل معكم.
في هذه الحالة أيضًا، الأناجيل هي التي تُمِدّنا بالتفسير الأصح. في الواقع، في نهاية كلّ حادثة التي تبيّن على أنّ يوسف كان له دورٌ مهمّ، يشير الإنجيل إلى أنّه أخذ معه الطفل وأمّه وفعل ما أمره به الله (راجع متى 1، 24؛ 2، 14. 21). وهكذا تظهر الحقيقة أنّ ليوسف مهمة حماية يسوع ومريم. فهو حارسهما الرئيسي: "إنّ يسوع ومريم أمّه في الواقع، هما أثمن كنز في إيماننا" [1] (رسالة رسولية، بقلب أبويPatris corde، 5)، وهذا الكنز كان يحرسه القدّيس يوسف.
في خطة الخلاص، لا يمكن فصل الابن (يسوع) عن أمه، عن تلك التي "تقدَّمَت في رحلة الإيمان مُحافظةً بكلِّ أمانةٍ على الاتحاد مع ابنها حتى الصّليب" (دستور عقائدي في الكنيسة، نور الأمم، 58)، كما يذكّرنا المجمع الفاتيكاني الثاني.
كان يسوع ومريم ويوسف نوعًا ما نواة الكنيسة الأولى. يسوع هو الإنسان والإله، مريم، التلميذة الأولى، هي الأم، ويوسف هو الحارس. ونحن أيضًا "يجب أن نسأل أنفسنا دائمًا هل نحمي بكلّ قوّتنا يسوع ومريم، الموكَلين، بشكل يفوق الفهم، إلى مسؤوليّتنا ورعايتنا وحمايتنا" (رسالة رسولية، بقلب أبوي Patris corde، 5).وهنا إشارة جميلة جدًّا للدعوة المسيحيّة وهي: الحراسة. حراسة الحياة، وحراسة التنمية البشريّة، وحراسة العقل البشري، وحراسة قلب الإنسان، وحراسة عمل الإنسان. المسيحي - يمكننا القول - مثل القدّيس يوسف: عليه أن يحرس. أن تكون مسيحيًا لا يعني فقط قبول الإيمان، والاعتراف بالإيمان، بل حراسة الحياة، وحياتك الخاصة، وحياة الآخرين، وحياة الكنيسة. جاء ابن العلي إلى العالم في حالة ضعف كبير. ولد يسوع هكذا، ضعيفًا. كان يحتاج إلى الدفاع عنه وحمايته والعناية به. وثق الله بيوسف، وكذلك مريم، التي وجدت فيه الزوج الذي أحبّها واحترمها وكان دائمًا يعتني بها وبالطفل. بهذا المعنى،"لا يسع القدّيس يوسف إلّا أن يكون حارسًا للكنيسة، لأن الكنيسة هي امتداد لجسد المسيح في التاريخ، وفي الوقت عينه تُظَلِّلُ أمومةُ الكنيسة أمومةَ مريم. وفيما يستمرّ يوسف في حماية الكنيسة، يواصل حماية الطفل وأمّه، ونحن أيضًا، فيما نحبّ الكنيسة، نستمرّ في حبّ الطفل وأمّه". (المرجع نفسه).
هذا الطفل هو الذي سيقول: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25، 40). لذلك كلّ إنسان جائع وعطشان، وكلّ غريب، وكلّ مهاجر، وكلّ شخص بلا مَلبَس، وكلّ مريض، وكلّ سجين هو “الطفل“ الذي يحرسه يوسف.ونحن مدعوون لحراسة هؤلاء الناس، هؤلاء الإخوة والأخوات لنا، كما فعل يوسف. لهذا، نبتهل إليه بكونه محاميًا لكلّ المحتاجين، والمنفيّين، والمحزونين، وحتى المحتضرين – لقد تكلّمنا عن ذلك يوم الأربعاء الماضي. وعلينا نحن أيضًا أن نتعلّم من يوسف أن “نحرس“ هذه الخيرات: محبّة الطفل وأمّه، ومحبّة الأسرّار المقدسة وشعب الله، ومحبّة الفقراء ورعيتنا. كلّ أمر من هذه الأمور هو دائمًا الطفل وأمّه (راجع رسالة رسولية، بقلب أبوي Patris corde، 5).علينا أن نحرسهذه الخيرات، لأنّنا بهذا نحرس يسوع، كما فعل يوسف.
أصبح اليوم أمرًا عاديًّا أن ننتقد الكنيسةكلّ يوم، ونبيّن تناقضاتها – وهناك الكثير منها -، ونبيّن خطاياها، التي هي في الواقع تناقضاتنا، وخطايانا، لأنّ الكنيسة كانت دائمًا شعبًا من الخطأة يلتقون برحمة الله. لنسأل أنفسنا في أعماق قلوبنا هل نحبّ الكنيسةكما هي. إنّ شعب الله في مسيرة، مع قيود كثيرة، ولكن مع رغبة كبيرة في أن يخدم الله ويحبّه. في الواقع، المحبّة وحدها تجعلنا قادرين على أن نقول الحقيقة كاملةً، بطريقة غير متحيّزة، أن نقول ما هو خطأ، بل وأيضًا أن نتعرّف على كلّ الخير والقداسة الموجودَين في الكنيسة، انطلاقًا من يسوع ومريم.علينا أن نحبّ الكنيسة، ونحرس الكنيسة ونسير مع الكنيسة. لكن الكنيسة ليست تلك المجموعة الصغيرة القريبة من الكاهن التي تتحكّم بالجميع، لا. الكنيسة نحن كلّنا. كلّنا في مسيرة. علينا أن نحرس بعضنا بعضًا. هذا سؤال جيّد: عندما أواجه مشكلة مع أحد ما، هل أحاول أن أحرسه وأحميه أو أن أدينه على الفور، وأتحدّث عنه بالسوء، وأدمره؟ علينا أن نحرس ونحمي دائمًا!
نختتم اليوم سلسلة التّعليم المسيحي في شخصية القدّيس يوسف. هذه التّعاليم هي مكملة للرسالة الرّسولية “بقلب أبوي“ Patris corde، التي كُتبت في مناسبة الذكرى المئة والخمسين لإعلان القديس يوسف شفيعًا للكنيسة الجامعة، من قبل الطوباوي بيوس التاسع. لكن ماذا يعني هذا اللقب؟ وماذا يعني أنّ القدّيس يوسف هو “شفيع الكنيسة“؟ في هذا أودّ اليوم أن أتأمّل معكم.
في هذه الحالة أيضًا، الأناجيل هي التي تُمِدّنا بالتفسير الأصح. في الواقع، في نهاية كلّ حادثة التي تبيّن على أنّ يوسف كان له دورٌ مهمّ، يشير الإنجيل إلى أنّه أخذ معه الطفل وأمّه وفعل ما أمره به الله (راجع متى 1، 24؛ 2، 14. 21). وهكذا تظهر الحقيقة أنّ ليوسف مهمة حماية يسوع ومريم. فهو حارسهما الرئيسي: "إنّ يسوع ومريم أمّه في الواقع، هما أثمن كنز في إيماننا" [1] (رسالة رسولية، بقلب أبويPatris corde، 5)، وهذا الكنز كان يحرسه القدّيس يوسف.
في خطة الخلاص، لا يمكن فصل الابن (يسوع) عن أمه، عن تلك التي "تقدَّمَت في رحلة الإيمان مُحافظةً بكلِّ أمانةٍ على الاتحاد مع ابنها حتى الصّليب" (دستور عقائدي في الكنيسة، نور الأمم، 58)، كما يذكّرنا المجمع الفاتيكاني الثاني.
كان يسوع ومريم ويوسف نوعًا ما نواة الكنيسة الأولى. يسوع هو الإنسان والإله، مريم، التلميذة الأولى، هي الأم، ويوسف هو الحارس. ونحن أيضًا "يجب أن نسأل أنفسنا دائمًا هل نحمي بكلّ قوّتنا يسوع ومريم، الموكَلين، بشكل يفوق الفهم، إلى مسؤوليّتنا ورعايتنا وحمايتنا" (رسالة رسولية، بقلب أبوي Patris corde، 5).وهنا إشارة جميلة جدًّا للدعوة المسيحيّة وهي: الحراسة. حراسة الحياة، وحراسة التنمية البشريّة، وحراسة العقل البشري، وحراسة قلب الإنسان، وحراسة عمل الإنسان. المسيحي - يمكننا القول - مثل القدّيس يوسف: عليه أن يحرس. أن تكون مسيحيًا لا يعني فقط قبول الإيمان، والاعتراف بالإيمان، بل حراسة الحياة، وحياتك الخاصة، وحياة الآخرين، وحياة الكنيسة. جاء ابن العلي إلى العالم في حالة ضعف كبير. ولد يسوع هكذا، ضعيفًا. كان يحتاج إلى الدفاع عنه وحمايته والعناية به. وثق الله بيوسف، وكذلك مريم، التي وجدت فيه الزوج الذي أحبّها واحترمها وكان دائمًا يعتني بها وبالطفل. بهذا المعنى،"لا يسع القدّيس يوسف إلّا أن يكون حارسًا للكنيسة، لأن الكنيسة هي امتداد لجسد المسيح في التاريخ، وفي الوقت عينه تُظَلِّلُ أمومةُ الكنيسة أمومةَ مريم. وفيما يستمرّ يوسف في حماية الكنيسة، يواصل حماية الطفل وأمّه، ونحن أيضًا، فيما نحبّ الكنيسة، نستمرّ في حبّ الطفل وأمّه". (المرجع نفسه).
هذا الطفل هو الذي سيقول: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25، 40). لذلك كلّ إنسان جائع وعطشان، وكلّ غريب، وكلّ مهاجر، وكلّ شخص بلا مَلبَس، وكلّ مريض، وكلّ سجين هو “الطفل“ الذي يحرسه يوسف.ونحن مدعوون لحراسة هؤلاء الناس، هؤلاء الإخوة والأخوات لنا، كما فعل يوسف. لهذا، نبتهل إليه بكونه محاميًا لكلّ المحتاجين، والمنفيّين، والمحزونين، وحتى المحتضرين – لقد تكلّمنا عن ذلك يوم الأربعاء الماضي. وعلينا نحن أيضًا أن نتعلّم من يوسف أن “نحرس“ هذه الخيرات: محبّة الطفل وأمّه، ومحبّة الأسرّار المقدسة وشعب الله، ومحبّة الفقراء ورعيتنا. كلّ أمر من هذه الأمور هو دائمًا الطفل وأمّه (راجع رسالة رسولية، بقلب أبوي Patris corde، 5).علينا أن نحرسهذه الخيرات، لأنّنا بهذا نحرس يسوع، كما فعل يوسف.
أصبح اليوم أمرًا عاديًّا أن ننتقد الكنيسةكلّ يوم، ونبيّن تناقضاتها – وهناك الكثير منها -، ونبيّن خطاياها، التي هي في الواقع تناقضاتنا، وخطايانا، لأنّ الكنيسة كانت دائمًا شعبًا من الخطأة يلتقون برحمة الله. لنسأل أنفسنا في أعماق قلوبنا هل نحبّ الكنيسةكما هي. إنّ شعب الله في مسيرة، مع قيود كثيرة، ولكن مع رغبة كبيرة في أن يخدم الله ويحبّه. في الواقع، المحبّة وحدها تجعلنا قادرين على أن نقول الحقيقة كاملةً، بطريقة غير متحيّزة، أن نقول ما هو خطأ، بل وأيضًا أن نتعرّف على كلّ الخير والقداسة الموجودَين في الكنيسة، انطلاقًا من يسوع ومريم.علينا أن نحبّ الكنيسة، ونحرس الكنيسة ونسير مع الكنيسة. لكن الكنيسة ليست تلك المجموعة الصغيرة القريبة من الكاهن التي تتحكّم بالجميع، لا. الكنيسة نحن كلّنا. كلّنا في مسيرة. علينا أن نحرس بعضنا بعضًا. هذا سؤال جيّد: عندما أواجه مشكلة مع أحد ما، هل أحاول أن أحرسه وأحميه أو أن أدينه على الفور، وأتحدّث عنه بالسوء، وأدمره؟ علينا أن نحرس ونحمي دائمًا!
أيّها الإخوة وأخوات الأعزّاء، أشجعكم على أن تطلبوا شفاعة القدّيس يوسف تحديدًا في أصعب لحظات حياتكم وجماعاتكم. هناك حيث تصبح أخطاؤنا شكًّا وحجرَ عثرة، لنطلب من القدّيس يوسف الشجاعة لقول الحقيقة، وطلب المغفرة والبدء من جديد بتواضع. وحيث يَمنع الاضطهاد إعلان الإنجيل، لنطلب من القدّيس يوسف القوّة والصّبر لتحمّل الإساءة والمعاناة حبًّا للإنجيل. وحيث تنقص الوسائل الماديّة والبشريّة وتجعلنا نعيش خبرة الفقر، خاصة عندما نكون مدعوين لخدمة الأخيرين، والعزَّل، والأيتام، والمرضى، والمنبوذين من المجتمع، لنصلّ إلى القدّيس يوسف لكي يكون لنا العناية الإلهيّة. كم من القدّيسين توجّهوا إليه! وكم من الناس في تاريخ الكنيسة وجدوا فيه شفيعًا وحارسًا وأبًا!
لنقتد بمثالهم، ولهذا السبب، لنصلّ معًا اليوم إلى القدّيس يوسف الصّلاة التي وضعتها في نهاية الرسالة “بقلب أبوي“ Patris corde، ولنوكل إليه نياتنا، وبشكل خاص، الكنيسة التي تتألّم وتعيش في الشِدّة.والآن، في يديكم هذه الصّلاة بلغات مختلفة، أعتقد بأربع لغات، وأعتقد أنّها ستكون أيضًا على الشاشة حتى نتمكّن معًا، كلّ بلغته الخاصة، أن نصلّي إلى القدّيس يوسف. |
السلام عليكَ يا حامِيَ المخلّص،
وخطّيبَ العذراء مريم.
لقد ائتمنك الله على ابنه؛
وفيكَ وضعَت مريم ثقتها؛
ومعكَ صارَ يسوعُ رجلًا.
أيّها الطوباوي يوسف، كنْ أبًا لنا نحن أيضًا،
وأرشِدنا في درب الحياة.
التَمِسْ لنا النعمةَ والرحمةَ والشجاعةَ،
واحْمِنا من كلّ شرّ. آمين.
نقلاً عن موقع الفاتيكان.
وخطّيبَ العذراء مريم.
لقد ائتمنك الله على ابنه؛
وفيكَ وضعَت مريم ثقتها؛
ومعكَ صارَ يسوعُ رجلًا.
أيّها الطوباوي يوسف، كنْ أبًا لنا نحن أيضًا،
وأرشِدنا في درب الحياة.
التَمِسْ لنا النعمةَ والرحمةَ والشجاعةَ،
واحْمِنا من كلّ شرّ. آمين.
نقلاً عن موقع الفاتيكان.
يشرح المُرسَل اللبناني الأب هاني شلالا إنجيل الأحد السابع من زمن المجيء، أحد البيان ليوسف، إنجيل متّى 1 : 18 - 25، وهو الإنجيل نفسه الذي يُقرأ في عيد القدّيس يوسف.