تأمّل في أربعاء الآلام مع الخوري جان مارون الحلو تُخبرنا كلمةُ الرّبِّ ليوم الأربعاء من الأسبوعِ العظيم ِعن مؤامرةٍ واسعةٍ شمَلَتْ عدّةَ فئاتٍ، كلٌّ منها بنِسبةٍ مُعينّةٍ، بِهدفِ اغتيالِ المسيحِ وقتْلِه.
الفئةُ الأولى كانتِ اليهود الّذين كانوا قد آمنوا به. لكنْ لِسبب ٍما، قرّروا الذّهابَ إلى الفِرّيسيّين وإخبارَهم كيف أقام يسوع العازرَ منَ الموتِ، وهي علامة ٌتُشيرُ إلى انّه هو المسيحُ مُخلِّصُ العالَم الّذي سيُقيم المَوتى. ذهبوا واشتكوا عليه، على الرّغم من إيمانِهم به! الفئةُ الثّانيةُ كانتْ تتألّفُ من عُظَماءِ الكهَنة والفرّيسيّين، وكان هناك توترٌ مُستمِرٌّ بينهم وبينَ يسوع. اجتمعوا واتّفقوا على أنّ "خَيرٌ لنَا أَن يموتَ رَجلٌ واحدٌ فِدَى الشَّعبِ ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِهَا!" (يو 11 : 50). يظهر بوضوح ٍأنّ هذا القرارَ كان لأسبابٍ ومصالحَ سياسيّةٍ. أمّا الفئةُ الثّالثة ُفكانتِ اليهودَ الّذين جاءوا للاحتفالِ بِعيدِ الفِصح،ِ وكانوا يتساءلونَ عمّا إذا كان يسوعُ سيَحضُر العيد. جميعُ هؤلاء اجتمعوا وتآمروا للتّخلُّصِ من يسوعَ. لكنّ الرّائعَ حقًا هو نبؤة ُقِيافا عظيم الكهنة (يو 11 : 50) الذي تنبأّ بأنّ يسوعَ سيموتُ عنِ الشّعبِ ليَجمَعَ أبناءَ اللهِ المُشتّتينَ. وهذه حقيقةٌ نحتفلُ بها ونشكرُ الرّبَّ لأنّه أتمَّها من أجلِنا. كلُّ هذه الظُّلمة ِوالمُؤامرات ِوالمَصالِح ِلم تمنَعِ الرّبَّ من تحقيق ِمشيئَتِه، خلاصِ الإنسان. اليومَ في العالم هناك الكثيرُ منَ المُؤامرات ِوالإفتراءاتِ، الكثيرُ منَ الظُّلم، غياب ٌواضحٌ للعدالة ِوانتهاكاتٌ لحقوقِ الإنسان. هذا يُتعِبُنا ويجعلُنا نشعرُ أحيانًا كأنّنا في عالمٍ لا مكانَ لنا فيه. ربّما يكون هذا صحيحًا. ولكنْ إذا كنّا معَ المسيح، وهذه حقيقةٌ، فإنّ الربَّ يُتمّم مشيئَته. وأمامَ كلِّ هذا اللّاحَقّ والظّلُم، فالمسيحُ وحدَه يستطيع نُصرة َالحقّ.ِ على الرّغم منْ كلِّ المؤامراتِ، فيسوع قادرٌ على تَتْميم مشيئتِه. بالرّغم من كلّ ِهذا الموتِ الّذي لا يريده، فهوَ وحدَه قادرٌ على إعطائنا الحياةَ من خلالِ موتِه على الصّليبِ وقيِامتِه. في قلبِ كلِّ الآلام ِالّتي نُعانيها، يسوعُ قادِرٌ على أنْ يُخلِّصَنا منها كلِّها، وتحويلِها، بقوّة صليبِه، إلى علاماتِ قيامة. فلْتكُنْ صلاتُنا اليومَ، في هذا العالمِ المليءِ بالمُؤامراتِ والصِّراعاتِ والمَصالحِ، أنْ نسعى لنعرِفَ يسوع، ونبني علاقةً معه، لأنّه حتمًا سيُحدِثُ فَرقًا في حياتنا. آمين. إضغط هنا للاستماع الى التأمّل في صيغته الأصليّة. Comments are closed.
|
أكاديميّة الإنجيلتعمل أكاديميّة الإنجيل على تعميق المعرفة وتعزيز الوعي لمواضيع مرتبطة بعيش الإنجيل بهدف التجدّد الرّوحيّ وتغيير السلوك المسيحيّ من خلال التّطبيق الفعّال والعمليّ، لهذه المعرفة المُكتسَبة، في الحياة اليوميّة. للمزيد إنضم الى قناتنا على يوتيوب اليوم. إضغط هناأرشيف
March 2025
Categories
All
|