تأمّل في يوم الجمعة العظيمة مع الخوري جان مارون الحلو اليومُ هو يومُ الجمعةِ العظيمةِ، وهي عظيمة ٌلأنّ فيها تمّ تحريرُنا وفِداؤنا.
يُخبرنا إنجيل اليوم عن يسوعَ المُعَلَّقَ على الصّليب الّذي طَعَنَ أحدُ الجنودِ جنبَهُ بِحَربةٍ، ومنْ هذا الجرحِ خَرجَ دمٌ وماءٌ. هذا ليس بِجُرح ٍعاديٍّ، إنّما هو جرحُ قلبِ اللهِ، الممتلىءِ حَبًّا ورحمةً. إنّه قلبٌ يتوجّعُ من أجلِ خَلاصِ الإنسانِ. إنّ هذا الجُرحَ هو سرٌّ كبيرٌ وعميقٌ. فهو ما دفعَ القدّيسَ بولس ليقولَ لأهلِ أفَسُس عندما أرادَ أنْ يُخبَرهم عنْ محبّةِ المسيحِ: "أنّها تتخطّى كلَّ معرِفةٍ وإدراكٍ". إنّه جرحُ خلاصِنا، ومنه وُلِدَتِ الكنيسةُ. يَذكر الآباءُ القدّيسون كيف رُمِزَ إلى هذا الجرحِ عندما خلَقَ اللهُ آدم وجعله ينام، ومن ضُلعِه خلَق حوّاء. فذاك كان رمزاً للمسيحِ النّائمِ، المائتِ على الصليبِ والّذي من قلبِه سَتولَدُ حوّاءُ الجديدةُ أي الكنيسةُ، عروسُهُ.ِ هذا الجُرحُ هو ما يَسمحُ لنا بالاحتفالِ بالقُدّاسِ والمُشاركة الدّائمةِ في ذبيحة ِالصّليب. لأنّه عندما نقومُ بالتّهيئةِ في القدّاس المارونيّ، نقول سرّيًا: "أَسكُبُ في هذه الكأسِ الخمرَ والماءَ عربوناً للدّم والماءِ اللّذينِ سالا من جَنبِ يسوعَ على الصّليب". الدّعوةُ لنا اليومَ لِنقفَ أمامَ يسوعَ المصلوبِ، بجَنبِه المفتوح،ِ وقلبِه المفتوحِ، ونتأمّلُ منْ كلّ فِكرِنا وقلبِنا وحواسِنا ومعرفتِنا ومحدوديّتِنا وصمتِنا، بهذا الجرحِ الّذي ليس سوى حبًّا. ولنسعَ لندخلْ في ِسرِّه، في عُمْقِ قلبِ اللهِ، المليءِ بالحُبِّ والرّحمة ِوالغُفرانِ. قد يكونُ هذا صعبًا، ولكنْ فَلْنَطلبْ من أمِّنا مريم العذراء، الّتي هي إنسانةٌ مثلنا، أنْ تُساعدَنا كي نقفَ أمامَهُ مثلما وقفَتْ هيَ، مشدودينَ ومأخوذينَ بحبُّه، ولكي نستطيعَ أنْ نرى في الصّليبِ هذا الحبَّ العظيمَ الّذي جعلَ اللهُ يفتدي الإنسانَ. آمين. إضغط هنا للاستماع الى التأمّل في صيغته الأصليّة. Comments are closed.
|
أكاديميّة الإنجيلتعمل أكاديميّة الإنجيل على تعميق المعرفة وتعزيز الوعي لمواضيع مرتبطة بعيش الإنجيل بهدف التجدّد الرّوحيّ وتغيير السلوك المسيحيّ من خلال التّطبيق الفعّال والعمليّ، لهذه المعرفة المُكتسَبة، في الحياة اليوميّة. للمزيد إنضم الى قناتنا على يوتيوب اليوم. إضغط هناأرشيف
March 2025
Categories
All
|