من أجل حياة العالم
يُعلّم المجمع المقدّس ويعلن أولاً، في وضوحٍ وفي غير مداورة، أنَّ في سرّ الإفخارستيّا المقدّسة، بعد تقديس الخبز والخمر، سيّدنا يسوع المسيح، الإله الحقّ والإنسان الحقّ، حاضراً حضوراً حقيقيّاً وجوهريّاً تحت شكليّ هاتين الحقيقتين الحسّيتين. المجمع التريدنتيني (عدد1636)
من أجل حياة العالم هي حملة توعية لإعادة إكتشاف سرّ الإفخارستيّا. تهدف الحملة الى زيادة معرفة مسيحيّي الشرق الأوسط لحضور يسوع الحقيقي في سرّ الإفخارستيّا. ماذا يعني(هذا السرّ/الحضور)؟ كيف ولماذا يحوّلنا؟ وإبراز ما لهذا الحضور من أهميّة وما لفقدان الإيمان به من تبعات على حياة الكنيسة والمجتمعات وعلى الحياة الروحيّة الخاصّة.
ّلبلوغ هذه الأهداف، ستقوم أكاديميّة الإنجيل، وعبرالإستعانة بوسائل الإعلام، وبوسائل التواصل الإجتماعي، بإعادة نشر وشرح تعليم الكنيسة الخاص بالإفخارستيّا والمُرتكِز على الكتاب المُقدّس والتقليد، والإستفادة ممّا قاله القدّيسون وما كتبه البابوات وما نشرته الكنائس المختلفة عبر تاريخها ومجامعها. وايضاً التشجيع على ترجمة وكتابة مقالات، وتنظيم محاضرات، رياضات روحيّة ودورات تنشئة للتوعية على حضور يسوع المسيح الحقيقي والدائم في القربان الأقدس.
القربان الأقدس
أي دهشة تعتري الإنسان حيال هذه الوجوه المتعدّدة لحضور المسيح(الأسرار)، وإنّا لنتأمل فيها سرّ الكنيسة بالذات. مع ذلك، فحضور المسيح في كنيسته بواسطة سرّ القربان الأقدس هو حضور يتخطى هذه الوجوه وهو الروعة في قمتها. لذلك، فسرّ القربان الأقدس هو بين الأسرار كلّها، السرّ الأكثر جمالاً على صعيد العقل، والأكثر عذوبة على صعيد العبادة. والأكثر قداسة من حيث ما يحوي. أجل، إنه ليحوي المسيح نفسه، وهو كمال الحياة الروحيّة والغاية التي تسعى إليها الأسرار كلّها. البابا بولس السادس، الرسالة العامّة - في سِرّ القربان الأقدَس – سِرّ الإيمَـان
المناولة
طريقة حضور المسيح تحت الاشكال الإفخارستيّة طريقة فريدة، ترفع الإفخارستيّا فوق جميع الاسرار، وتجعل منها "كمال الحياة الروحيّة والغاية التي تهدف اليها جميع الاسرار"(توما الاكويني). فسرّ الإفخارستيّا الأقدس يحتوي حقا ً وحقيقيّا ً وجوهريّا ً جسد ربّنا يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهيته، ومن ثم، فهو يحتوي المسيح كلّه كاملا ً. ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 1374)
إنّ الربّ يوجه إلينا دعوة ملحّة لتناوله في سرّ الافخارستيّا :" الحق الحق أقول لكم: إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فلن تكون فيكم الحياة (يو 6: 53) ". ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 1384)
العبادة الإفخارستيّة
في ليترجيا القدّاس نعبّر عن إيماننا بحضور المسيح الحقيقي تحت أشكال الخبز والخمر بطرق مختلفة، منها إحناء الركب أو الانحناء العميق إعراباً عن تعبّدنا للربّ. "إنّ الكنيسة كانت ولاتزال تؤدّي عبادة السجود هذه التي يجب ان تؤدّيها لسرّ الإفخارستيّا، ليس فقط وقت القدّاس، بل خارج الإحتفال به أيضا: وذلك بحفظ الاجزاء المكرّسة بأعظم العناية وعرضها على المؤمنين ليُجلّوها باحتفاء، ويطوفوا بها". ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 1378)
إنّ الكنيسة والعالم بحاجة شديدة إلى العبادة الافخارستيّة. يسوع ينتظرنا في سرّ المحبّة هذا، فلا نبخل عليه بأوقات نذهب فيها للقائه، في جو من السجود والتأمل المفعم بالإيمان والأهبة للتكفير عن معاصي العالم وجرائمه. ولا نكفنّ أبداً عن عبادته. (القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني)